آخر تحديث: الجمعة 26 إبريل 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
حلب: متى ستُحلُّون قيدي وتطلقون يديَّ يا أبنائي

حلب: متى ستُحلُّون قيدي وتطلقون يديَّ يا أبنائي

تاريخ الإضافة: 2016/10/18 | عدد المشاهدات: 1061
أسيرةٌ، أو بالأحرى سجينة مُعذَّبة، والسجَّان أبنائي، وها أنذا أستغيث أن أطلقوا سراحي أو قولوا: ما سبب تعذيبي وحرماني يا أبنائي، نعم خَلُّوا سبيلي فما أنا بالتي تُسجَن أو تُعذَّب، لقد أتعبتموني وآلمتموني وشرَّدتم صغاري، وأضعتم ثرواتي، وغيَّبتم آثاري وأوابدي، ولم يبقَ من كل ذلك إلا القليلَ القليل، وحتى هذا القليل أضحى على مشارف الضَّياع والنهاية، وسيلقى حتفه إن أنتم سَدَرتم في نزاعكم وصراعكم أياماً أو أسابيع أو أشهراً على أكثر تقدير، فماذا أنتم – الآن – قائلون ؟! أجيبوني "بالخير" بحق ربِّكم عليكم، وبحقِّي الذي هو من حق ربكم عليكم، أصابني العطش فسُقيت دماً، وانتابني العمى فأتيتموني بالنار بدل النور. أنا حلب، أنا الشهباء، أنا المدينة البيضاء، أنا من استقبلت أبا عبيدة بن الجرَّاح فكان الفاتحَ الكريم الرَّحيم الأنيس، لقد أقام على أرضي أوَّل مسجد في منطقةٍ نسيت اسمها الآن لأنني في غياهب الجبّ بعدما ألقيتموني فيه أعاني ما أعاني. أناشدكم، أناشدكم: عودوا جميعاً يا أبنائي إليّ متصالحين نادمين تائبين عازمين على بِرِّي بالحب والوفاء والتضحية والفداء والبذل والعطاء "الله يرضى عليكم" ولن أقول غير ذلك، فأنتم في النهاية أبنائي فالله يصلحكم ويرضى عليكم. حلب 17 محرم 1438 18 تشرين1 2016 د. محمود عكام

التعليقات

شاركنا بتعليق