لقد حسدنا أنفسنا يوم تحدَّثنا كثيراً عن سورية: بلداً آمناً متفاهماً متعايشاً مستقراً ذا ثروات مادية ومعنوية وبشرية ومواهبية، ولعلَّنا بالغنا بعض الشيء، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى لم نحرص على ما نحن عليه من نعم، ولم نحمِها بتقوية المناعة في مواجهة ما يمكن أن يحدث من مُضلات الفتن بل ربما عددنا ما أنعم به ربنا علينا أمراً طبيعياً لا يستحقُّ كثير اهتمام فأمهلنا وأهملنا الرعاية، على الرغم من أنَّ شرارة الشرِّ تبدَّت في أفقٍ غير بعيد، واستعرت النيران وحصل ما حصل، وتدخَّل مَن تدخَّل، ودُمِّر ما قد دُمِّر، والمشهد المأساوي المروِّع لم يعُد يخفى على أحد، فهل ما قد مرَّ يكفينا ؟!
يا أيها السوريون إلى أين أنتم ذاهبون ؟! استعرضتم رصاصكم على حساب أرواحكم، وأشعلتم النيران بوقود الدِّماء والأموال، وأبَدْتم معالمكم التاريخية والحضارية فأضحت سورية العريقة وكأنَّها بلدة في منطقة نائية من الدنيا تبحث عن اللقمة والشربة والمأوى في الحدود الدنيا...
استيقظوا يا ناس وأفيقوا واعلموا علم اليقين أنكم إن لم تؤوبوا إلى رشدكم جميعاً سريعاً فسوف يستبدل الله بكم أقواماً ثم لا يكونون أمثالكم.
حلب
2 صفر 1438
2 تشرين2 2016
د. محمود عكام
التعليقات