رجال عرفتهم وغادرونا
الكلمة الثانية والعشرون
الشيخ الفقيه الصُّوفي بكري رجب
عرفتُه فقدَّرتُه، وازددتُ به معرفة فأكبرتُه، واقتربتُ منه ومن خصوصيَّاته فازداد
عني علواً ورقيّاً، فقيه، شاعر، لغويٌّ، عروضي، عالم بالأنغام والألحان، قلبه حاضر
يقظ، ولسانه ذاكر، ربَّاه العارف بالله أبو النصر خلف الوليُّ المعروف، درَّسَنا
الفقه والعروض واللغة فكان مجلّياً في كل ذلك، سمْحٌ مع طلابه، يدخل الصفَّ وبسمته
ترقرق على شفاهه، ويخرجُ من الصف والطلاب يلاحقونه وكأنهم لم يرتووا من معينه
الدفَّاق ذي المذاقات المتعدّدة المتنوعة.
والمهم أن شيخنا الكبير شيخ عمليٌّ واقعي، هو أستاذ بكل ما تعينه الكلمة، وهو
مدرِّس بكل ما تمتدُّ إليه أبعادُ الكلمة، له من المؤلفات الوفير، ومن الأشعار
الكثير النبيل، مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم وورَّاث المصطفى، وأجادَ في المديح،
ورثى وأحسن في الرثاء، وصال وجال في العلاقات وبنائها وتأسيسها مع أهل الله في أغلب
بلدان العرب ولاسيّما الحجاز وبلادها.
أيها البكريُّ الرجبي: خلَّفت "عبدَ الله" فكان نعم الصديق والأخ والنديم، وإنه
لنابهة وكريم وشهم وأريحي، ومع عبد الله كان "عبد الباسط" الباحث الشرعي الفاهم،
وسواهما.
يا شيخ الخير والإحسان، وقد كنتهما فعلاً، ويا شيخ الذكر والعرفان، ويا شيخ اللطف
والأنس والإيمان، جعلك ربي مع الأنبياء والمرسلين ومتَّعك بالنظر إليه في جنة عدن
ونقرأ جميعاً سورة "الرحمن".
محمود عكام
التعليقات