رجال عرفتهم وغادرونا
الكلمة الثلاثون
الشيخ عبد الرحمن والرحيم حوت شيخٌ جليل شجاعٌ نبيل
دَخَل علينا رجلٌ مهيبٌ طويل في الثَّانوية الشرعية، وكنَّا طلاباً في الصَّف الثاني الإعدادي، وقال لنا الموجّه -آنذاك-: هذا الشيخُ الجليل مدرُّسكم لمادة الحديث، واسمه عبد الرحمن حوت، نظرتُ إليه واستبنته فوالله إنَّ وجهه وجه عالم جليل قدير، وما هو على الطُّلاب في العطاء بضَنين، وبدأَتْ رحلة التَّعارف إلى أن طلب مني يوماً أن أطلب يدَ أختَ زوجتي لولده الشيخ جمال، فتمَّ ما قد طلب، وتمَّ الأمر وأضحى الشيخُ عمَّ أخت زوحتي. وتابعتُ اللقاءات في المشاطية ثم في "الميسَّر" حيث الجامع الذي بناه والبيت الذي أسَّسه بجانبه لسكناه.
أُعجبتُ بالشيخ منذ اللحظة الأولى، وأعجبتُ بعلمه وفهمه واطِّلاعه وأعجبتُ برجولته وصَدْحِه بالحقِّ أينما كان، وأعجبتُ بصوفيَّته النقيَّة وبحبِّه أهل الله؛ إن جالسته أمتعك بعرض ما لديه على سمعك؛ وما لديه يعني: علماً وقصصاً ومعرفة ودعاءً وذكراً ودعابة، وقد يحكي لك بعض الطرف المسليّة ولاسيّما تلك التي تحدث مع أهل العلم.
والمهم في الأمر أن الشيخ ودودٌ يحبُّ الضيف، جاعلاً من بيته دار ضيافة ولطالما حدَّثني عن زيارات العلماء والوجهاء له، وأذكر منهم الشيخ عبد الله سلطان، والشيخ أبو الخير زين العابدين، والشيخ محمد الشامي، والوجيه الدكتور وجيه سلطان وسواهم. رحمك الله أيها المفضال وأسكنك فردوسه، وجزاك عنا وعن جيل كامل كل خير وثواب.
محمود عكام
التعليقات