الرحمن علم القرآن . خلق الإنسان . علمه البيان
تساؤل يطرأ على الذهن : لماذا قال الله
عز وجل : ( الرحمن ) ولم يقل : ( الله ) علم القرآن ، ولماذا أسند تعليم القرآن إلى
صفة الرحمن ولم يسند تعليم القرآن إلى الذات الإلهية .
ثانياً : لم قدم ( علم القرآن ) على ( خلق الإنسان ) فلمن علم القرآن ؟
يعلمنا بأن الله عز وجل حينما أنزل القرآن تجلَّى برحمانيته ، ورحمانية الله أكبر
من رحمة الله . تجلت الرحمانية في تعليم القرآن ، ومن خلال تجلي الرحمن علينا كان
القرآن . القرآن تجلٍّ للرحمن ، والقرآن تجلي رحمة .
ولكن كيف يكون القرآن تجلّي رحمة وفيه تكاليف ( افعل ) و ( لا تفعل ) و (جاهد ) ؟
عندما نقرأ علم الإنسان نرى أن الإنسان من غير تكليف مُهمَل وهذا تعب له . لأن عدم
التكليف أتعب من مهما كان نوع التكليف ، فعدمه يحمل نوعاً من الاحتقار ، والإنسان
لا يرتاح إلا إذا كُلِّف ، ولأن عدم التكليف هو عدم اعترافٍ بالإنسان وقدراته ،
ولنضرب مقالاً على ذلك : إذا كلفت أولادك إلا واحداً فإن عدم التكليف هو عقوبة لغير
المكلف .
ثم إن التكليف بحد ذاته رحمة لأنه تكليف يسير ( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم
العسر ) فالرحمة في أصل التكليف وفي طبيعة التكليف ، والقاعدة الفقهيةتحكم بأن "
المشقة تجلب التيسير " ( فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه ) ، و" إن هذا
الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه ، يسروا ولا تعسروا " فالتيسير الإسلامي
أيسر من غيره ، لأنه من الله الذي يعرف الإنسان أكثر من معرفة الإنسان بنفسه ويعلم
ما يناسبه ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) رحمه ابتداء بالتكليف ، ورحمه
انتهاء بهذا التكليف .
لطيفة قرآنية :
يلقيها فضيلة الدكتور الشيخ محمود عكام بعد صلاة الجمعة من كل أسبوع في جامع التوحيد .
التعليقات