هو استلهامٌ من قول المولى جلَّ شأنه: (ولا تَنَازعوا فتَفشَلُوا) وهو نهيٌ يدعمُ الأمرَ بالاعتصام: (واعتَصموا بحبلِ الله جميعاً)، ويدعمُ ما قاله سيِّدُ الكائنات: "يدُ الله مع الجَماعة" وكذلك: "لا تجتمعُ أمَّتي على ضلالة" وأيضاً: "وكُونوا عبادَ الله إخواناَ". ولعلَّنا نَرى لدى كلِّ أصحابِ محمَّد صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم ما يؤكِّد ذلك حالاً وقالاً، وها هو ذا ابن مسعودٍ رضيَ الله عنه يقول: "ما أكرهُه في الجَماعة أحبُّ إليَّ مما أحبُّه في الفرقة".
وإذ نأتي عُصُوراً متلاحقة تالية فإنا قارئون ومُشاهدون ما ذكرناه آنفاً عَن ومن القرآن الكريم والسنة الشريفة ومقولات الأصحاب رضي الله عنهم، فالحسن البصري يقول: "الجَماعة هي العُروة الوثقى"، ويقول ويقول... فماذا أنتم يا أبناءَ العصرِ في هذا المجال قائلون وفاعلون ؟!! أما رأيتم ما آلَ إليه أمركم إذ تفرَّقتم وتَناحرتم ؟!!
مُحمَّدُ هل لهذا جئتَ تسعى وهَلْ أَتباعُك الهَمَلُ المشَاعُ
أَإِسلامٌ وتَغْلِبهُم يهودٌ(1) وآسادٌ وتأكُلُهم ضِباعُ
أيشغَلُهم عن الجُلَّا نِزاعٌ وهذا نَزْعُ مَوْتٍ لا نِزاعُ
شَرَعتَ لهم سَبيلَ المجدِ لكن أَضاعُوا هَديكَ السَّامي فضَاعوا
يهود: هم الصهاينة وليس مطلق اليهود.
حلب
23/3/2018
محمود عكام
التعليقات