التقيته مرة واحدة فقط بترتيب من ولده أستاذنا وأستاذ النحو والعربية العلامة عاصم البيطار، وحين رأيته واستبنتُه علمت أنه من الراسخين في العلم فعلاً، وكذلك في اليقن والإيمان، ورسوخه قِوامه: توثيق وتدقيق وتحقيق وسعة وحكمة وفهم وعمق وفقه وتأصيل، وتكاد أخوات هذه الصفات لا تنتهي. كلَّمني عن الفقه فما خِلتُه إلا مجدِّداً وكأنك أمام أحد الأئمة المجتهدين، ثم تابع فحدَّثني عن الحديث الشريف وإذ به واحد من ذوي الرايات العالية الخفاقة في هذا الشأن رواية ودراية. أما اللغة فلم تكن على لسانه وقلبه إلا الطائعة المنقادة السعيدة الحفيَّة. وأخيراً: جاء دور الفكر والثقافة وهنا حدِّث عن رؤى: ملؤها البناء والعطاء والإنسانية والعدالة والإصلاح الذي يتناول مختلف شؤون الحياة ومجالاتها من تربية واجتماع وسياسة وعامة. وفعلاً من التقى "بهجة" فقد حصَّل بهجة ومسرة تسري فيه سريان الروح اللطيفة المنعشة: (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي).
حلب
3/7/2018
محمود عكام
التعليقات