آخر تحديث: الجمعة 29 مارس 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
حماية المدنيين والأعيان المدنيَّة (في الحرب)

حماية المدنيين والأعيان المدنيَّة (في الحرب)

تاريخ الإضافة: 2018/07/19 | عدد المشاهدات: 598
New Page 1

رؤيةٌ فقهية شرعية

1- حماية المدنيين: ولقد أجمعَ فقهاء الإسلام على أنه لا يُقتل غير المقاتل، اعتماداً على قول الله تعالى: (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إنَّ الله لا يحب المعتدين)، وعلى أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم القولية والفعلية، فقد روى أحمد ومسلم أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اغزُوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثِّلوا ولا تقتلوا وليداً"، وروى أبو داود عنه أنه قال: "لا تقتلوا شيخاً فانياً ولا طفلاً صغيراً"، و: "لا تقتلوا الولدان ولا أصحاب الصوامع"، وروى الجماعة عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: "وُجدت امرأة مقتولة في بعض مغازي النبي صلى الله عليه وسلم فنهى الرسول عن قتل الصبيان والنساء". وواضح أنَّ النهي عن قتل هؤلاء جميعاً عِلَّته أنهم غير مقاتلين وليس لأنهم عاجزون عن القتال. وعلى هذا فمن باب أولى أنه لا يجوز قتال المريض الذي أقعده المرض، والمعتوه والمجنون الذين لا قدرة لهم على القتال. وأخيراً فإن الإسلام – أيضاً – يكفل حماية المرأة مطلقاً من أي قول ينال من كرامتها أو شرفها، كما يكفل للسُكَّان المدنيين في الطرف الآخر المأوى والغذاء والكساء والرعاية الطبية.

2- حماية الأعيان المدنية: دعا الإسلام – بكل وضوح – إبَّان الحرب إلى حماية الأراضي الزراعية والمحاصيل والماشية والمعامل والمصانع، فمن دمَّرها وأبادها وسرقها ونهبها وعطَّلها فهو مفسد، والله تعالى يقول: (ولا تعثَوا في الأرض مفسدين)، وقال: (والله لا يحب الفساد). وها هو ذا سيدنا أبو بكر رضي الله عنه يوصي مسؤول جيوشه إلى الشَّام قائلاً: "إني موصيك بعشرٍ: لا تقتلنَّ امرأةً ولا صبياً ولا كبيراً هَرماً ولا تقطعنَّ شجراً مثمراً ولا تخربنَّ عامراً، ولا تعقرنَّ شاة ولا بعيراً إلا لمأكلة، ولا تحرقنَّ نخلاً ولا تغرقنَّه، ولا تغلل ولا تجبن". رَ: الموطَّأ، ونيل الأوطار للشوكاني، وسائر كتب السياسة الشرعية لأئمة الفقه الإسلامي المعتبرين.

حلب

19/7/2018

محمود عكام - مفتي حلب

التعليقات

شاركنا بتعليق