آخر تحديث: الثلاثاء 23 إبريل 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
هل نحن حضارة حتى نستطيع أن نحاضرَ بباقي الحضارات ؟!

هل نحن حضارة حتى نستطيع أن نحاضرَ بباقي الحضارات ؟!

تاريخ الإضافة: 2018/07/27 | عدد المشاهدات: 631
New Page 1

ما أظنُّ أنَّ ثمة عاقلاً يُقرُّ بحضارةٍ إسلاميةٍ راهنة فأين إذاً معالمها وملامحها وتجلياتها ؟! وما يجب أن يُقال هو أنه كانت لنا حضارة لا أعظم ولا أروع، ولا يستطيعُ أحدٌ على نكران حضارتنا السَّالفة النَّابضة بكلِّ مقوِّمات الوجود الفاعل. ولهذا قلتُ مراتٍ ومرات، أين الحضارة الإسلامية اليوم حتى تُحاوِرَ الحضارات الأخرى القائمة ؟!

يا مسلمون: الحضارةُ حضورٌ مادِّي ومعنوي على الواجهة الإنسانية بكلِّ تشكُّلاتها ومحدداتها، فهل نحن اليوم كذلك ؟ وبعبارةٍ أخرى هل الغربُ حاضرٌ فينا أم نحن حاضرون فيه ؟ والجوابُ هو أنَّ الغربَ حاضرٌ هناك فيه وحاضرٌ هنا فينا، ولا نُكرانَ لهذا، أما نحن فغائبون هناك وغائبون هنا. ولهذا أناشد المسلمين بناءَ حضارةٍ جديدة أو استيلادَ حضارةٍ راهنة من حضارتهم العظيمة السَّالفة، فلا نريدُ أن ندخُلَ سوق الصَّيرفة العالمي اليوم بعملة الدَّراهم والدَّينار التي كان أجدادُنا يستعملونها ويتداولونها، وحينَها فالسُّوق سيرفضنا، بل علينا الحضور بعملة رائجة اليوم ومتداولة.

يا مسلمون: واجهوا جهلَكم وتفرُّقكم وضياعَكم وتشتُّتكم وفقرَكم وتشرذُمكم مواجهةً إصلاحيَّةً جادَّة، فإن انتهيتم ناجحين حاوروا وارفعوا شعارَ الحوار مع الغرب المتقدِّم المتطوِّر، وإذا تفعلون هذا فسيقبلُ الغربُ مجالستكم لأنكم غدوتم أقوياء، فإن رأيتُموه يحاوركم وأنتم على ما أنتم عليه من تخلُّف وتأخُّر فاعلموا أنه يُداريكم وسيضطر لاستعماركم بأدواته ووسائله وأفكاره ما دُمتم غيرَ قادرين على إعمار أنفسكم وبلادكم ولا تقولوا عندها محتجِّين بأنَّ الغربَ يريد قتلَنا وتدميرنا فالواقع لن يُسعفكم بالبرهان وحالكم الضَّعيفة ستكونُ حجَّةً عليكم فهل أنتم مستيقظون ؟!

حلب

27/7/2018

محمود عكام

التعليقات

شاركنا بتعليق