سألني شاب يافع: سمعت أن ثمة حباً نظيفاً فما هو ؟ أجبته: كل حب نظيف ما دام الحب ميل القلب، والقلب بطبيعته وفي أصله نظيف بل طاهر، لكنك يا سائلي قد يختلط عليك الأمر إذ لم تفرق بين الحب وبين الشهوة الصاعدة من النفس الأمارة بالسوء، ولا يمكن – ألبتة – الحديث عن حب الحرام والمحرَّم والمنهي عنه والفجور والفسوق والتعالي... على الرغم من أننا نسميه ونطلق عليه (الحب) إلا أنه ليس كذلك يا صديقي.
الحب النظيف: موضوعه نظيف، وغايته نظيفة، تحفُّه كلمات نظيفة، خالٍ من الغدر والخيانة، لا يطغى على العدل، ولا يزداد في المواجهة ويضعف ويقلُّ في الغياب.
الحب النظيف: وفاء وعطاء طيب وافتداء، ولعل المعيار التالي يحل الإشكال، فقل لي من تحب، أقل لك إن كان حبك نظيفاً أو لا. وقل لي كيف تعبر عن الحب أقل لك وأخبرك عن نظافة الحب. نعم – يا سائلي – ليس كل ما يلمع ذهباً، وليس كل ما يُدعى حُبَّاً حُبَّاً، الحب – يا هذا – سر طاهر من أسرار الله فلا تلعبوا ولا تعبثوا به.
فالحبُّ ما لم يكن لله أعظمه لا خير فيه فلولا الله ما عُرِفا
18/6/2019
محمود عكام
التعليقات