كنت قد قلت سلفاً: إن الحبَّ في الله عروةٌ لا انفصامَ لها، والله مع المتحابِّين فيه وهم لديه في مقامٍ أمين .واليوم أؤكِّد هذا المعنى وأخصُّ "أهلَ العلم الشَّرعي" بالذكر والذكرى، فما أحوجَنا إلى هذه القيمة ولا سيما أننا نتصدَّر لتعليم الناس أهميتها ونجاعتها وآثارها الرائعة على المتحلِّين بها والمتحقِّقين بدلالاتها الحقَّة. فيا هؤلاء، أيها الأماثل: حبُّكم بعضكم تحققٌ بالأخوة التي أُمرتم أن تعيشوها، بَلْهَ تكونوها، وامتثالٌ لأمر المولى جلَّ وعلا لكم وهو يقول:
(وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا)، هذا في القرآن الكريم، وأما في الحديث القدسي: "حَقَّت محبتي للمتحابين فيَّ، وحَقَّت محبتي للمتزاورين فيَّ، وحَقَّت محبتي للمتباذلين فيَّ، وحَقَّت محبتي للمتواصلين فيَّ"، وفي حديث قدسي آخر: "على منابر من نور يغبطهم بمكانهم النبيُّون والصدِّيقون"، وأنا أعلمُ يقيناً أنَّ جميعنا يسعى لنيلِ محبَّة الباري عزَّ شأنه، فهيا إليها بمحبتكم بعضكم والمتجليَّة أعني المحبة بالتزاور والتواصل والتباذل والسَّلام والأمان واللقاء والحوار والوطنية الواعية. فاللهمَّ اجمعنا على خيرِ ما تجمعُ عليهِ عبادَك وأولياءَك وأصفياءَك يا ربَّ العالمين.
حلب
7/12/2018
محمود عكام
التعليقات