يتساءل الإنسان عند قراءته لهذه الآية : لماذا لا يغفر الله عز وجل أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ؟ هل يصعب على الله غفر الشرك ؟ لماذا آلى على نفسه أن لا يغفر للمشرك .
يجيب عن هذا السؤال الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي رحمه الله :
الغفر في اللغة الستر ، أقول غفرت الشيء أي سترته ، وإذا ما أراد الإنسان أن يستر شيئاً فهو إقرار منه بأنه موجود ولا يمكن أن نستر ما ليس موجوداً . وإذا كان الله سيغفر الشرك فهذا يعني اعتراف منه بوجود الشريك ، والحال أنه ليس هناك شريك ، لأن الغفر لا يكون إلا للموجود ، فكيف يغفر الله ما ليس موجوداً ، ومن هنا نفهم قول الله تعالى ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ) ليس على سبيل أن الله لا يريد أن يرحم عباده – وحاشا لله - ولكن على سبيل منطقية الأشياء فالله لا يغفر ما ليس موجوداً ، والمشرك يصر على أن يوجد ما ليس بموجود ، فهل يستجيب له ربه ليثبت هذا الموجود الذي هو ليس بموجود ويستره ، لذلك ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) .
لطيفة قرآنية : يلقيها فضيلة الدكتور الشيخ محمود عكام بعد صلاة الجمعة من كل أسبوع .
التعليقات