آخر تحديث: الجمعة 19 إبريل 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
الوَطن أرضٌ وعِرض

الوَطن أرضٌ وعِرض

تاريخ الإضافة: 2019/08/27 | عدد المشاهدات: 781

الوطن أرض تُحمَى وعِرضٌ مَصُون، ويَتماهى الاثنان حتَّى لكأنهما واحد، وتحصيلُ الشَّرفِ بالحماية والصِّيانة والتقدير والإكبار والمنافحة والدفاع، وأيُّ شرفٍ يَبقى أو يَتبقَّى إن مُسَّ الوطن (الأرض والعرض) بسوء وسكتنا أو صمتنا أو استسلمنا، ولهذا من قُتِلَ دونَ أرضه فهو شهيد، ومن قُتل دونَ ماله فهو شهيد، ومن قُتل دونَ أهله فهو شهيد، وما المالُ والأهلُ والأرضُ والدِّين إلا عناصر وطن ومُقوِّماتُ شرفٍ رفيعٍ، و:

لا يَسلَمُ الشَّرفُ الرفيعُ من الأذى             حتى يُراقَ على جَوانِبه الدَّمُ

كما قال أبو الطيب المتنبي، ولعل قائلاً أو سائلاً يقول: وما قيمةُ تلكَ العناصر من دون حُرية ؟! وهنا أقفُ لأجيب: الحرية ليسَت عنصراً ولكنَّها الحامل لهذه العناصر، وإن لم يحمِل المالَ حُرٌّ فهو آنئذ عبدُ المال، وإن لم يَرْعَ الأهلَ حُرٌّ فهو إذاً "دُيُّوث"، والأرض إن لم يكن عليها حر فسيغدو تاجراً خسيساً، وأما الدِّين فإن لم يكن حاملُه حراً فالدِّين – حينَها – طُقوسٌ وهرطقات، وربما أضحى مُساومات، فيا أيها الأحرار اسمعوا جوابَ سيِّد الأحرار في الدُّنيا وقد سُووِم فردَّ: "واللهِ يا عمِّ، لو وَضعوا الشَّمس في يميني والقمرَ في يَساري على أن أتركَ هذا الأمر ما تركتُه حتَّى يُظهِرَهُ الله أو أهلِكَ دُونَه".

ولهذا نقول: أعطِني مُواطناً حُرَّاً وخُذ وَطَناً كريماً، وأعطِني مُواطناً أميناً وخُذْ وَطناً آمِناً.

حلب

27/8/2019

محمود عكام

التعليقات

شاركنا بتعليق