يا أربابَ المناصب الرفيعة في مختلف المجالات والميادين: احذروا الغُرور فإنه داءٌ وَبيل وشَرٌّ مُستَطير، فلقد وصلتَ يا هذا إلى ما وصلتَ إليه بقَدَرٍ وتقديرٍ وليسَ بإصرَارك ومُتابعتك، وبعبارةٍ أخرى: اعلَمْ علمَ اليقين أنَّ ربَّك جَلَّ شأنُه هو مَنْ أقامَك فَكُنْ له شَاكراً قولاً وعملاً، أمَّا القَولي فباللسان الخاشع، وأما العملي فبالعَطاء الطيِّب تُقدِّمه للناسِ عامَّة ولمن حولك خاصَّة، ولا يَطيبُ العطاءُ إلا مع التواضع وخفضِ الجَناح: (فبِما رحمةٍ منَ الله لِنْتَ لهم ولو كُنتَ فَظَّاً غَليظَ القلبِ لانفَضُّوا مِن حولك). وإياك والغرور وأن تظنَّ أنك الباقي الذي لا يزول، والدَّائم الذي لا ينقضي، والقائم الذي لا يأفُل، بل كل عوارض الموت والزوال والعزل والمرض والخوف والانكسار ستعتريك شئت أم أبيت، فاغتنم شبابك قبل هرمك، وحياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وتأثيرك الإيجابي قبل انعدامه، وقوتك قبل ضعفك. والاغتنام: توظيف كل هاتيك القدرات والمكَنَات في خدمة مرضاة الدَّيَّان وبناء الإنسان وخدمة الأوطان. كل ذلك برفقٍ ورحمةٍ ولُطفٍ وحَنان، وحِلمٍ وتواضعٍ وزرعِ الأمان والاطمئنان.

حلب

29/8/2019

محمود عكام