مَن الفقيه ؟ الفقيه هو ذاك الذي فقه الأحكام الشَّرعية العَملية وعرف منهجية استنباطها من أدلَّتها، واستوعبَ صلاحية الحكم المستنبط لحالة ما في وقت ومكان ما، وعدم صلاحيته لحالة مماثلة، وقد اختلف مكان وزمان وتبدَّلت أعراف وتغيرت، وهناك فقيه عصر ولا يوجد فقيه لكل العصور، وفقيه جغرافية محددة وليس ثمة فقيه لكل الجغرافية. فما بالنا نحتفظ بصلاحية فقيه ما لكل العصور وكل الأمكنة وكل الأزمنة ونبطل صلاحية مستجدة ونلغيها ونهزأ بها أحياناً لأنها لم تكن طبق الأصل عن فقيه عصر القرن السابع أو السادس.

يا أيها الناس: مصدر الفقه كتاب الله من حيث الأصل النظري، وأما السنة النبوية فهي التطبيق العملي من حيث أصول وروح ومقاصد التطبيق، فلماذا – إذاً – نُحكِّم التنزيلة الفهمية المناسبة لقرن ما على سائر القرون والأعصار والأمصار وقد اختلفت المعطيات والأعراف والعادات، لا سيما وأننا وضعنا قاعدة تقول: "تتغير الأحكام بتغير الأزمان".

يا قوم عودوا إلى القرآن فاكتسبوا       إذ عنه آباؤكم والله ما عدلوا.

حلب

8/9/2019

محمود عكام