هناك أكثر من معادلة: فواحدةٌ تضعُ الأخلاق في مقابل الإنسان، وأخرى لديها: الإنسان يعدل الأمان، وثالثة ورابعة... بَيْدَ أنِّي رأيتُ أنَّ معادلة الإنسان هي: الإنسان = عدل وعقل، والعقل لمعرفة الحقوق والواجبات، والعدل لإعطاء الحقوق أربابها، وليسمع قارئي معي قول مولانا جلَّ شأنه: (إنَّا عرضنا الأمانة على السَّموات والأرض والجبال فأبينَ أن يحملنها وأشفقنَ منها وحملها الإنسانُ إنَّه كان ظلوماً جَهولاً) فإذا نفى عن نفسه الظلم والجهل وتحقق بالعدل والمعرفة فإنه – آنئذ – الإنسان المنشود.
والإنسان: العاقل العادل "وهذه صفات كاشفة وليست مضافة أو زائدة" هو المؤهَّل الأجدر لحمل الدين الحنيف، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لأحد الصحابة الذي أسلم متأخراً: "كنتُ أرى لك عقلاً رجوتُ أن لا يسلمك إلا إلى خير". وهنا نتوجه إلى إنسان عصرنا قائلين: هل أنت متأكد من عقلك وعدلك ؟! وهل تمحصُّهما بين الفينة والأخرى من خلال سؤالك نفسك عن الهوية الحقيقية التي تتحقق بها ألا وهي العبودية المرضية للباري جل شأنه، والعبودية قائمة على التوحيد والعبادة والطاعة: (لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري).
فاللهم ارزقنا العدل، وهيئ عقولنا لفكر وعلم يدوران في فلك الأمان والطمأنينة والحرية والفضيلة.
حلب
11/9/2019
محمود عكام
التعليقات