والبشير كثير التجليات وفيرها، فتارة رؤيا وأخرى خبر من أحد، وثالثة: نداء داخلي، ورابعة وخامسة... وكل هاتيك التجليات يُنتَظر منها: أن قد قبلوك وإليهم نسبوك، وبجامعتهم ألحقوك، وحينها فيا هناءك: عنايةً ورعايةً، وحفظاً وحماية، ومحبة وولاية. وها هو ذا سلمان الفارسي رضي الله عنه وقد قالوا له: "سلمان منا آل البيت"، فيا لروعة النسبة وعظمة الاحتضان، ويا ما أحيلا المبشِّر وقد سمعته يكيل لي بشارات القبول في عالم الحب: أحببتهم فأحبوك، وفي الحقيقة أحبوك فأحببتهم، وناجيتهم فسمعوك، بل إنهم على مناجاتهم حملوك، وواصلتهم فوصلوك، وهم هم من بدؤوا فهيؤوك، فلهم مني أنهم أسيادي، ولي منهم أنهم معي ألطافاً وألحاظاً:
كم داهمتني شدة بجيشها فضاق صدري من لقاها وانزعج
حتى إذا أيست من زوالها جاءتني الألطاف تسعى بالفرج
والنتيجة المثلى:
في هواهم هِمتُ سالك كنت مملوك صرت مالك
"وإذا أحببتُه كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به".
حلب
21/11/2019
محمود عكام
التعليقات