والحقيقة المبتغاة هنا هي معرفة الأمور التي تلفُّنا وتكتنفنا على ما هي عليه في الواقع دون زيادة أو نقصان، وأول ما أدعوكم إلى تمحيصه هو (القلوب)، فهل هي صافية نقية سليمة كما ندَّعي وكما نحبُّ أن تكون، والقلب هو الأساس في الصَّلاح وفي عكسه، أي ما يقابله: (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب) كما ورد عن سيد أرباب القلوب السليمة صلى الله عليه وسلم، وما قلتُ هذا الذي قلت إلا لأنني لحظت ولاحظت في القلوب ما لا يُحمد، وشممت رائحة غير زكيَّة تفوح منها، فيا أيها الشيوخ: إذا كنا نتكلم عن قلب يسكنه المولى جلَّ شأنه فما هو بذاك الذي تحتوي عليه صدورنا، فالله إن سكن القلب جعله أبيض نقياً صافياً راقياً، وليعلم الجميع أن الأمة المجتمعة قلوب علمائها وشيوخها على ربها محبةً وطاعةً وتوحيداً وإيماناً أمة مؤثِّرة في الخليقة، والناس يأتونها أفواجاً وزرافات ووحداناً، فالقلب لدى الناس عامة كافة هو العضو الأهم مادة ومعنى من أجل أن يكون محطَّ العناية ومحلَّها وهدفها. فأنت بالروح (بالقلب) لا بالجسم إنسانُ.
حلب
26/1/2020
محمود عكام
التعليقات