التَّنمية: بذل الجهد من أجل النَّماء والإنماء الإيجابي، فالقضية تشمل المادة والمعنى، والأشياء والإنسان كلٌّ ضمن مساره وغاياته، فالإنسان في ميدان إنسانيته المكوَّنة من عقلٍ وجسمٍ وروح، وإن شئت قل: من فكر وعاطفة وصحة بدنية، أما الأشياء فلكل شيء غاية يراد منه تحقيقها على أكمل وأفضل وجوهها: من غذاء وشراب وإيواء وترفيه وتواصل و...، والمشكلة اليوم هي أن المشتغلين بالتنمية حصروها بالأشياء فإن أتوا على الإنسان فهمُّهم منه وفيه مادِّيته، وها أنذا أقول هنا لهؤلاء ولسواهم: التنمية إنسانية في الدرجة الأولى لأنها: تعني نشر ثقافة الحياة بأبعادها المعنوية، وإزالة التناقضات الجذرية في المعطيات المعرفية (الدين والعلم والحرية)، وتعني أيضاً التمييز بين إرادة الإنسان وقدراته واعتماد قانون السَّببية والتوثيق والتحقيق واستثمار الإعلام في إيضاح كل ذلك إضافة إلى تعميق فكرة الواجب وإبادة مرض (الأنانية)، والتحريض على الوفاء بالعقود الاجتماعية، والانشغال بمشروعات عظيمة...
فيا أهل التنمية: عليكم الابتداء بالإنسان، وإلا فلا تنمية ولا هم يحزنون.
حلب
4/3/2020
محمود عكام
التعليقات