آخر تحديث: الثلاثاء 23 إبريل 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
رَمَضَان يُوحِّد الصَّائمين

رَمَضَان يُوحِّد الصَّائمين

تاريخ الإضافة: 2020/05/01 | عدد المشاهدات: 841

قًالوا قَديماً وأكَّدوا حَديثاً بأنَّ وحدةَ الإنسان مع الإنسان تَتناسبُ قوَّة واضطراداً بقدرِ ما بين المتَّحدين من مُشتركات أو بقدرِ ما بين الاثنين المجتمِعَين من مُشتركات وتضعفُ الوحدة والاجتماع والتَّواصل وربما تلاشى إذا قلَّت المشتركات أو انحسرت، وها هو ذا رمضان يأتي ليزيدَ ويرفعَ في عالَم المحَسِّ والواقع من عدد المشتركات بين المسلمين، فالصِّيام واحد، وساعةُ الانطلاق فيه واحدة، ولحظةُ الانتهاء من الصيام واحدة، وإذ تُعايِن مجتمعَ الصائمين ترى أفراده حالاتٍ متكررة لكثرة مُشتركاتهم السُّلوكية، فسبحانَ من جمع المسلمين في رمضان ووحَّد، وتباركَ الذي كَرِهَ لَنا الفُرقة وعَليهَا تَوَعَّد: (وَلا تَنَازَعُوا فَتَفشَلُوا وتَذهبَ ريحُكُم)، إذاً: فعلامَ التَّنازع وهو سلوكٌ غريب شاذٌّ لا تتحمَّله فرائضُ الإسلام كافة ولا سيما الصيام، وتأبى هذه الفرائض أن تَرى القائمين بها غيرَ مُتضامنين ومتعاونين في مختلِف الميادين، ولِمَ التفرُّق وهو داءٌ وَبِيل ترفُضه كلُّ تعاليم الدين الحنيف ولا سيما تلك المعاني التي جاء بها رمضان، لقد أريتمونا أيها الصائمون قوةَ إرادةٍ في توجيه الأجسام والأجساد فأرُونا قوَّتها في ميادين النفوس، فأجمِعُوا أمركم وانبذوا الغِلَّ والحسد والحقد، فقد أفلحَ في رمضان من سَلِمَ صدره على أخيه ومن كان تُجاه وطنه من الأوفياء فلن ينفعَ الجسمَ عناية تقتصرُ عليه وحدَه دون النفس والروح والقلب، لأن الإنسان بالروح والقلب حقيقة:

أَقبِلْ على النَّفسِ واستَكمِل فَضائلها          فأنتَ بالرُّوحِ لا بالجسمِ إنسانُ

وها هو ذا سيدي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إِنَّما الأعمالُ بالنِّيات)، ويقولُ: (مَنْ لم يَدَعْ قولَ الزُّورِ والعملَ به فليسَ للهِ حَاجةٌ في أن يدعَ طَعامَهُ وشَرَابَه) فاللهمَّ اجعلنَا مِن الذين يستمعونَ القولَ فيتَّبِعونَ أحسنه.

حلب

1/5/2020

محمود عكام

التعليقات

شاركنا بتعليق