يَصومون منذ سنوات وربما بعضهم منذ عُقودٍ وعُقود، وكلَّما صاموا سألوا واستفسروا وأسئلتهم واستفساراتهم هيَ هي لا تَتغيَّر ولا تَتبدَّل ولا تَزيدُ ولا تَنقص ولا تَرتقي، يتلقَّون الإجابات على أنَّها لأسئلةِ العام ولا تصلحُ إلا لمرةٍ واحدة فقط. أقولُ هذا بعد تجربةِ سنواتٍ في عَالَم الإفتاء، ولطالما تمنَّيتُ على نفسي أن يسألني أحدٌ عن القرآن الذي أُنزل في رمضان، أو عن بدرٍ أو عن الفتح، أو عن زيادة خُشوع أو عن عملٍ يتعلَّقُ بإغاثةِ لهفان أو نَجدةِ مَهموم أو .... فيا هؤلاء: اقرؤوا وتدبَّروا، فثمَّة كتبٍ في أحكام الصِّيام تفوق العَدَّ، اشتروها واجعلوا نُسخها مباحةً في بُيوتكم للغادي والرَّائح والقارئ وغير القارئ، فعسى ذلك يرفعُ سَويَّة الوعي، وعيِ المسلم العامِّ لعباداته، واعلموا أيضاً أن الكتابَ في البيت بَركة وأنَّه علامةٌ على الاهتمامِ بالعقلِ والقلب والروح، فأنتم بلا شك تملؤون الدُّورَ طعاماً وشراباً، فاجعلوا إلى جانبِ ذلك بعضاً من غذاء ودَواء الألباب والأرواح، فاللهمَّ زِدنا فِقهاً في الدِّين، وعلِّمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علَّمتنا يا رب العالمين.
حلب
16/5/2020
محمود عكام
التعليقات