آخر تحديث: الأربعاء 27 مارس 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
وتلك الأيام نداولها بين الناس

وتلك الأيام نداولها بين الناس

تاريخ الإضافة: 2002/06/30 | عدد المشاهدات: 3642

ها هي الأيام فعلاً تُداول بين الناس فيوم للإنسان وآخر عليه ، وما أظن أن المراد باليوم يومٌ معهودٌ ، ولكن اليوم فترة وعهد وحقيقة تطول وتقصر ، فقد يكون اليوم الذي لك سنوات ، وقد يكون ذاك الذي عليك أسابيع أو شهوراً ، وذلك مرهون بقدرة التداول ، أو بالأحرى باقتدارك على تداول مظروف الزمن من أحداث ، وأعني بالتداول : معرفة توجيه الأحداث وتوجيهها فعلاً لتصب في غاياتك وأهدافك المرسومة والموسومة قبلاً .
وعلى هذا فاليوم الذي لنا - نحن المسلمون - غادَرَنا منذ أن ضَعُفنا عن تسيير دفة الأحداث باتجاه الحق المعلن عنه من قبلنا ، وها هو " اليوم " يتأرجح بين أناس غيرنا يتناوبون عليه مداولة هنا وهناك ، و " هنا " أقصد بها الغرب ، و " هناك " أعني بها الشرق الذي ليس إيّانا ، على أن الاعتراف ، ضروري فقد تحكم باليوم " الغرب " المتقدم على ذيّاك الشرق في مضمار التقنية الشاملة والحرية ، وهذا يعني أن هذين الأمرين وأؤكد عليهما " التقنية الشاملة والحرية الممزوجة بالكرامة الإنسانية " هما سر امتلاك زمام مداولة الأيام ، فمن تمكن منهما طال يومه الذي له ، ومن ضعف فيهما وعنهما فقد ساهم في تقصير يومه وتطويل ذاك الذي عليه ، (
وتلك الأيام نداولها بين الناس ) بتكليف الناس بالقيام والسعي من أجل امتلاك آليات المداولة ، وإلا فهيهات أن يكون اليوم يومك الإيجابي من فعل غيرك ، وهيهات أن يكون يومك السلبي كذلك ( ولا يظلم ربك أحداً ).

د. محمود عكام

30/6/2002

التعليقات

شاركنا بتعليق