بسم الله الرحمن الرحيم
الناس من حيث الدين الحنيف المنزّل على محمد صلى الله عليه وسلم إيماناً وإنكاراً خمسة أصناف: مؤمن - مسلم - منافق - كافر - مشرك.
المؤمن: يُبطِن الإيمان ولا يُظهر الإسلام.
المسلم: يُبطن الإيمان ويُظهر الإسلام.
المنافق: يُبطن الكفر ويُظهر الإسلام.
الكافر: يُبطن الكفر ويُنكِر الإسلام.
المشرك: يدعو مع الله إلهاً آخر ويعتقد بهما شريكين، للواحد منهما ما للآخر.
ولقد اشترط القرآن الكريم الإيمان لدخول الجنّة: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنّات الفردوس نُزُلاً)، و: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البريّة. جزاؤهم عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار)... ولم يشترط الإسلام، لأن المسلم قد يكون منافقاً، والإيمان محلُّه القلب، ولا يعلم ما في القلوب إلا علَّام الغيوب، فليس الأمر إليك يا إنسان - مَن كنتَ - أن تتكلم عمّن يدخل الجنّة وعمّن لا يدخلها، وعمّن يدخل النار وعمّن لا يدخلها.
إذا كنا نعتمد "ظاهر الإسلام" في الحكم على مَن تَمَظْهر به بأنه من أهل الجنة، والحكم على مَن لم يتمظهر به بأنه من أهل النار، فهذا يخالف يقيناً عندنا وهو: "أنّ تلفّظ المنافق بالشهادة لن يخرجه من النار"، و: "أن عدم تلفظ المؤمن بالشهادة لن يدخله النار ولن يخرجه من الجنة".
مشكلتنا في هذه القضية وأمثالها: أننا لم نكوِّن منظومةً حكمية مستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، بل رُحنا نستذكر نصوصاً فقهية قيلت في ظرف معين وزمن معين، ولم تعُد قادرة على استيعاب أزمنة أخرى وأمكنة أخرى، ولقد بَلِيَت على كثرة الرد، أما القرآن فلم ولن يبلى على كثرة الرد وتعاقب الزمن، ولا سيما فيما يتعلق بمصائر الناس في الحياة الآخرة. فليُعلَم.
حلب
18 شوال 1436
3 آب 2015
د. محمود عكام
التعليقات