نعم، ولمَ لا ما دامَ الإنسانُ (المفتي) مُعرَّضاً لطوارئ البشر من نسيانٍ أو جَهالة أو استعجال أو زِيادةِ استماعٍ لطرفٍ دون طرف أو عدم خبرة بواقع وظرف موضوع الفتوى أو ... ولكن السؤال: مَن الذي يستأنفُ أو يطلبُ الاستئناف أو النَّقض وكيفَ ؟ والجوابُ: أنَّه المستفتي نفسُه شريطةَ التأدُّب والرِّفق والتَّرفق واللطف والتلطف مع المفتي، وأن لا يكونَ دافعُ الاستئناف أو النَّقض هَوَىً أو غَرض ما من أغراضِ النفس الأمارة بالسوء، ويمكن لهذا المستفتي أن يطلبَ من المفتي الاستعانة بمُفتٍ آخر يختاره المفتي الأول وليس المستفتي، وعلى الجميع استعمال اللهجة الأخوية الحانية الرقيقة الواعية الصادقة دون تشهير أو بخس لحقِّ المفتي الأول إطلاقاً، وإلا سيكون الأمر حينئذ غيبة ونميمة وإشاعة فاحشة. فيا أيها النَّاس: ما منا إلا رَدَّ ورُدَّ عليه إلا صاحب هذا القبر صلى الله عليه وسلم، وما أجمل قولَ مَن قال: الاعتراف ينفي الاقتراف، والرجوع عن الخطأ فضيلة.

حلب

14/7/2020

محمود عكام