هما وَجهان لفعلةٍ واحدة مشروعة، فإن قُمتَ بها غير محسن فهي فتوى، وإن أحسنتَ تطبيقها أي كلَّلتَها بالإحسان فهي تقوى. ومثالاً على ذلك: لو أنك سألتَ مُفتياً عن زكاةِ الفطر فأجاب بالوجوب فأدَّيتها وأعطيتها الفقير أو المستحق فأنت نفَّذت الفتوى، وإن أنتَ أعطيتها المستحقَّ بإحسانٍ: بلطفٍ وذوق وراعيتَ مشاعره بأسلوبٍ أو بآخر فأنتَ طبَّقت التقوى. وقِس على ذلك سائر الأفعال والأقوال التي تُسأل عن حُكمها ويُجيبك هذا الذي تسأله، وقد وردَ مثلاً عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنَّها كانت تُعطِّر (الصدقة) وتُطيِّبها وتُعطيها صاحبها برفق ولطف، بل وتشكر هذا الذي أخذ منها الصدقة لأنه حقَّق لها الفعلة. فيا أيها الناس: الفتوى تطبيقُ الحكم الشرعي والتَّقوى تطبيق الحكم الشرعي نفسه ولكن بإحسان، فهو الذي كَتَبه الله على كُلِّ شيء كما ورد عن سيد الكائنات عليه الصلاة والسلام.
حلب
31/5/2022
الدكتور محمود عكام
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
ندعوكم لمتابعة قناتنا عبر برنامج التليغرام بالضغط على الرابط وتسجيل الدخول والاشتراك.
التعليقات