هو ذاك الذي يستقرُّ بين الكلاسة والمعادي والفردوس وجسر الحج، يعرفُه أهلُه وسكانه وجيرانه، وكانَ لي شرفُ الانتماء إليه إذ وُلدتُ فيه ومن قَبلُ والدي وجَدِّي وجد جدي وهكذا إلى زمنٍ غير قصير في عُمق التاريخ، ومَن يعرفُ أهلَ الحي (المغاير) فحسبه أنه يعرف، وأما الذي لا يعرفُ فإليه بعضاً من شِيم أهله وصِفاتهم: هم بادئ ذي بدء أذكياء وأذكياء جداً، والبَداهة في رحابهم تزهو مفتخرة، وبعد ذلك هم مُتضامنون مُتحابُّون فيما بينهم وإن تبدَّى - أحياناً – بعض مظاهر وملامح من التَّجافي، لكنهم – في الحقيقة – على الحلوة والمرة، لا تفرِّق بين غنيِّهم وفقيرهم، فكُلُّهم يتلاقون هنا وهناك والروح التي تخيِّم عليهم في لقاءاتهم روح الأخوّة والتقدير والاعتبار، أما النساء فحدّث عن الدَّأبِ والعمل وخِفة الظل والدّعابة والشجاعة ولا حرج.
المغاير – في النهاية – حَيٌّ عَريق له جُذور في القدامة الممدوحة، ونبيلٌ لأنَّه يضمُّ أفراداً يَتعاطون فيما بينهم بالإشارة الذكيَّة والعبارة الجليَّة في دِقَّتها، ويَتقاسمون بوفاء أحزانهم وأفراحهم وأوضاعهم، فهم مني وأنا منهم.
حلب
11/7/2021
الدكتور محمود عكام
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
ندعوكم لمتابعة قناتنا عبر برنامج التليغرام بالضغط على الرابط وتسجيل الدخول والاشتراك.
التعليقات