وعلينا توضيحه وفق ما يلي: إذ الحريةُ في أصل وجودها تنتمي إلى الانعتاق من ربقة التَّبعية الكاملة لإنسانٍ آخر، والتبعيةُ هنا أقربُ إلى الملكية والتملُّك، وهذه دلالةٌ من دلالاتٍ وَفيرة مقبولة، فلا يملكُ الإنسان إلا الذي أوجده وخلقه وسواه وعدله.
ثم تطورت الحرية لتدلَّ على الاختيار بين الممكنات دونَ جَبرٍ أو ضَغط أو تأثيرٍ طاغٍ: فافعل أو لا تفعل، وافعل هذا أو افعل ذاك، وعليكَ تحمُّل تبعية هذا الاختيار أمام نفسك وأمام الآخر وأمام من يهمُّك حكمه عليك أو رأيه فيك. وهنا أضفتُ إلى الحرية كلمةَ الوعي ليكون حاكماً عليها وهو الذي يُحدِّد الخيار المناسب لإنسانيتك أو لصفتك التي اخترتَ لأجلها ومن أجلها إذ كنتَ أستاذاً أو طبيباً أو مهندساً أو رئيساً أو ... ويُجسِّد الوعي ويُجلِّيه: الفطرة أو ضميرك أو اعتقادك الذي اشتغلتَ عليه, ومن سوى الفطرة هناك البيان الصَّادر عمَّن عرفك أكثر من معرفتك أنت نفسك، وهو الخالق البارئ جلَّ وعلا، فاعتمده في الاختيار وأنت حينها حر وواعٍ.
حلب
23/2/2022
الدكتور محمود عكام
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
ندعوكم لمتابعة قناتنا عبر برنامج التليغرام بالضغط على الرابط وتسجيل الدخول والاشتراك.
التعليقات