والاتِّحاد هنا لا يَعني التَّماثل والتَّماهي، بل يعني أن يقبلَ الجميعُ الجميعَ ما دامت الأصول واحدة متفقاً عليها، وهذه الأصول هي: القرآنُ الكريم كلام الله جَلَّ شَأنُه، وهو مصدرُ التشريع الأساس، والسُّنةُ النَّبوية الشَّريفة مُبيِّنة وشارحة ومُوضِّحة ومُفصِّلة، ويأتي الاجتهادُ ليكونَ الوسيلةَ المشروعة لاستنباط الأحكام، والاجتهاد مَعرفةٌ واعيةٌ جَادَّة مُوثقة ومُحققة لأصول الاستنباط وقواعد التَّرجيح والتَّخريج. وكُلَّما تعدَّدت الأقوالُ والاجتهادات المضبوطة بهاتيك القواعد والأصول تأكَّد اليُسرُ والسَّعة والصَّلاحية الممتدة زماناً ومكاناً.
وهذا يقتضي في النِّهاية اعترافاً مِنَّا بِنا وعدمَ إقصاءٍ منَّا لنا، أو مِن بعضِنا لِبعضنا، فكُلُّنا ضمنَ المسارات المشروعة المنبثقة بأمان وشرعية عن الحقِّ الواحد في أصله وحقيقته وماصَدقِه والمتعدد سُبله الموصلة إليه. واللهُ من وراء القصد.
حلب
7/6/2023
الدكتور محمود عكام
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
ندعوكم لمتابعة قناتنا عبر برنامج التليغرام بالضغط على الرابط وتسجيل الدخول والاشتراك.
التعليقات