إنَّ الشَّيطان لكم عدو
أمَّا بَعدُ، فيَا أَيُّها الإخوةُ المسلمونَ المؤمنونَ إِن شَاءَ الله:
لو سألت مؤمناً مسلماً عن عدوه: مَن عدوك لما استطاع إلا أن يقول: إن عدوي هو الذي جعله الله عدواً لي: (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً إنما يدعو حِزبه ليكونوا من أصحاب السعير)، الشيطان يتشخَّص ويتجسَّد على وجه هذه الأرض، فمن الذي يشخِّص الشَّيطان أو يُشخِّصه الشيطان في وقتنا الراهن ؟ لا شك في أن الذي يُشخِّص الشَّيطان ويُشخِّصه الشيطان هو إسرائيل، "الكيان الغاصب"، إسرائيل الصَّهاينة المجرمون، والصَّليبيون المتصهينون، إذا كان الصَّهاينة وإذا كانت إسرائيل تُجسِّد الشَّيطان وتُمثِّل الشيطان، والشيطان الإنسي هو إسرائيل فلماذا لا نقفُ في مواجهته، ولماذا نستمع إلى ما يريده منا لأنه يُثير الفتن فينا، هو يُحاربنا عسكرياً ونُحاربه عسكرياً، وعندما يشعر بتراجعه في الميدان العسكري وفي ميدان القوة يلجأ إلى الحرب النفسية، وإلى إثارة الفتن فيما بيننا، إلى إثارة الفتن الطائفية والمذهبية والعرقية، وهذا ما عبَّر عنه سيد الناس محمد عليه الصلاة والسلام عندما قال: (إن الشيطان يَئِسَ أن يعبده المصلون في جزيرة العرب) أن تعبد الشَّيطان بشكلٍ مُباشر وبشكل صَريح، (إنَّ الشَّيطان يَئِسَ أن يعبُدَه المصَلُّون في جزيرة العرب، ولكن بالتَّحريش بينهم) بالتحريش بين المسلمين، والتحريش يعني إثارة الفِتن الطائفية والعرقية والمذهبية، يقول لهؤلاء: إنَّ عَدوَّكم ليس إسرائيل، إنَّ عدوكم الطائفة الأخرى، يلجأ إلى عِرقٍ من الأعراق ليقول له: إن إسرائيل ليست عدوكم، إسرائيل معكم، ولكن عدوكم الحقيقي العِرق الآخر وهكذا، وللأسف الشديد استجابَ بعضٌ منا لهذه الإثارات ولهذه الحرب النفسية فوقعنا في شَرَكِ الاختلاف والتَّناحر والتَّباغض، والرسول صلَّى الله عليه وآله وسلَّم الذي نُحبُّه جميعاً، كُلُّنا يحب النبي عليه الصلاة والسلام، يقول لنا بصريح القول: (المسلمُ أخو المسلم، لا يَظلِمه ولا يخذله ولا يحقره، كُلُّ المسلم على المسلم حَرام دَمُه ومَالُه وعِرضُه). اسمعوا يا مسلمون: (دَمُه ومَالُه وعِرضُه) وها هو سيد الناس عليه الصلاة والسلام يقفُ في حجة الوداع ليوصي المسلمين جميعاً إلى أن تقوم الساعة: (إنَّ دماءكم وأعراضكم وأموالكم عليكم حَرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، أَلا لَا تَرجِعُنَّ بعدي كُفَّاراً يَضربُ بعضُكم رقابَ بعض) فهل استجبنا لهذه الوصية الخالدة من سيدِ الناس، من سيِّدنا وحبيبنا وقرة عيوننا محمد عليه الصلاة والسلام، يقول لنا أيضاً: (مَن صَلَّى صَلاتَنا، واستقبل قِبلتنا، وأكل ذبيحتنا فذلك المسلم الذي له ذِمَّةُ الله وذمة رسوله، فلا تُخفِروا اللهَ في ذِمَّته) لا تَنقُضُوا ذمة الله، لا تخفروا ذمة الله، لا تخفروا الله في ذمته. وهنالك وصايا قرآنية من أجل أن نتكاتف في مواجهة هذا الشيطان: (وأعِدُّوا لهم ما استطعتم من قوةٍ ومن رِباطِ الخيل) أنتم أيها المسلمون، يا من تقولون: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، يا مَن تُصلُّون الصَّلوات الخمس، يا من تتوجَّهون إلى الكعبة التي هي قِبلتكم، يا مَن تأكلون ذبائح بعضِكم، هَيَّا وأَعدُّوا لهذا الشيطان الذي هو إسرائيل، الذي هو الصهيونية المجرمة والصليبية المتصهينة ومَنْ لَفَّ لَفَّهم واتَّبع خُطاهم وتولَّاهم، قاتِلوا هؤلاء ولا تُقاتِلوا بعضَكم، فإنَّ مُقاتَلتكم بعضَكم هي أُمنية الشيطان، هي أُمنية إسرائيل أن يراكم تتقاتلون، وأن يُفنيَ بعضُكم بَعضاً ليبقى الأخيرُ ضَعيفاً فينقضَّ عليه هذا الشيطان ويُبيده كما أباد مَن قبلكم، أيها المتَّعِظون بالتَّاريخ والقرآن، (إنَّ الله يُحِبُّ الذين يُقاتلونَ في سَبيله صَفَّاً كَأنَّهم بُنيانٌ مَرصُوص)، أرُوا اللهَ مِن أنفسكم وَحدَةً واتِّحاداً، أروا اللهَ من أنفسكم، وأَرُوا سيدنا محمداً صلَّى الله عليه وسلم منكم أمةً مجتمعة على قولة لا إله إلا الله في مواجهة هذا العدو اللدود الذي يريد إذلالنا واحداً واحداً، طائفةً طائفة، مذهباً مذهباً، كل مَن يقول لا إله إلا محمد رسول الله هو في مرمى أهداف هذا العدو اللعين الأفَّاك الأثيم السَّفاح السَّفاك، فلا تَنتظروا منه أيها المحبون لرسول الله، لا تنتظروا من هذا العدو طُمأنينةً ولا أمناً، الأمنُ والطَّمأنينة منكم أنتم لبعضكم، فليَطمئنَّ هذا الذي بجانبك إليك، هو يصلي معك، وأنت تصلي معه، هو يُردِّد ما تُردِّد صباحَ مساء: لا إله إلا الله محمد رسول الله، اتَّحدوا يا أيها المسلمون، إن لم تتحدوا بنداءِ القرآن، فليوحِّدكم هذا العدو المشترك الذي يسعى إلى استئصال شَأفتكم من أصلها، من جذورها، لا يُريدُ أن يُبقيَ أحداً على وجه هذه البسيطة ينتمي لمحمد عليه الصلاة والسلام بالكلامِ والعَمل والفعل. أسألُ اللهَ عز وجل أن يستيقظ، وأن يوقظ المسلمين من سُباتهم، وأن يَرُدَّ المسلمين إلى دِينهم رَدَّاً جَميلاً، وأن يرد المسلمين إلى التعاون فيما بينهم من أجل أن يكونوا يداً واحدة، فإذا ما كانوا يداً واحدة وجماعةً واحدة فَيَدُ اللهِ معهم، ويد الله مع الجماعة، اللهمَّ اجمع كلمةَ المسلمين على ما يُرضيك يا ربَّ العالمين، اللهم رُدَّ المسلمين إلى دينهم رَدَّاً جميلاً، واجعلهم جميعاً تحتَ لواء هذا القرآن الكريم، وهذا السيد السند العظيم، استجب لنا يا ربَّنا، نِعْمَ مَن يُسألُ ربُّنا، ونِعْمَ النَصيرُ إلهنا، أقولُ هذا القولَ وأستغفِرُ الله .
ألقيت في جامع السيدة نفيسة عليها السَّلام بحلب الجديدة بتاريخ 4/10/2024
لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5307/
الدكتور #محمود_عكام
#إن_الشيطان_لكم_عدو
#خطبة_الجمعة
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
لمتابعة قناتنا عبر برنامج التليغرام بالضغط على الرابط وتسجيل الدخول والاشتراك
التعليقات