آخر تحديث: الثلاثاء 23 إبريل 2024
عكام


خطبة الجمعة

   
خطبة عيد الأضحى 1432

خطبة عيد الأضحى 1432

تاريخ الإضافة: 2011/11/06 | عدد المشاهدات: 2685

أما بعد، فيا أيها الإخوة المؤمنون:

في هذا اليوم المبارك نرفع أيدينا إلى ربنا كما رفع الحجاج أياديهم إلى ربهم لنقول:

اللهم احفظ بلادنا من كل مكروه، اللهم ارحم شهداءنا، اللهم أنزل علينا من بركاتك، اللهم اجعلنا في عنايتك ورعايتك يا رب العالمين، اللهم إنا استودعناك أولادنا واستودعناك طلابنا واستودعناك بناتنا واستودعناك كل ما لدينا وأنت الذي لا تُضيَّع لديك الودائع يا رب محمد وآل محمد، يا رب عرفة، يا رب المزدلفة، يا رب البيت العتيق، يا رب الحجيج، يا رب المعتمرين، أسألك بأسمائك الحسنى أن تجعلنا من الآمنين المطمئنين، أسألك بأسمائك الحسنى أن تنزل السكينة علينا جميعاً يا إلهنا يا ربنا يا مولانا يا خالقنا.

أيها الإخوة:

العيد معنىً واحد هو الصلة، فقوُّوا هذه الصلة وادعموا هذه الصلة، أتدرون مع مَن ؟ قووا الصلة مع ربكم، أحبوا ربكم، فوالله إن محبتكم ربكم هي العيد، اعبدوا ربكم بإخلاص، فوربِّ الكعبة إن عبادتكم ربكم هي العيد، وحِّدوا ربكم وأنتم تستشعرون عظمة هذا الإله، فوالله إن توحيدكم ربكم هو العيد، قووا صلتكم بربكم ولتكن بينكم وبين ربكم مجالس، استيقظوا في لياليكم قبل الفجر ولو دقائق، وادعوا ربكم واعبدوه وأحبّوه، واطرحوا كل حوائجكم في بابه، وقولوا: يا رب التجأنا إليك وأنت الذي لا تخيّب من التجأ إليك. نحن بحاجة إلى أن نقوي الصلة مع ربنا بالعبادة والتوحيد والحب.

ونحن بحاجة أيضاً من أجل أن نكون في عيدٍ حقيقي أن نقوي الصلة مع بعضنا بالحب والإعانة والاحترام والصيانة والتعاون والتباذل، نحن إخوة بتقرير الله عز وجل أوليس الله قد قال: ﴿إنما المؤمنون إخوة﴾ ؟ أنت أخٌ لهذا شئت أم أبيت، هكذا قال الله إن كنت تعتقد أنك عبدٌ لله، فلا يجوز لك أن تكون ضد هذا القرار الآتي من الله عز وجل، فقوِّ صلتك بأخيك متعاوناً معه، ودوداً له، زائراً له، محترماً له، مراعياً لشعوره، واصلاً له، معتقداً أن تقوية الصلة مع أخيك تنعكس تقوية للصلة مع ربك. العيد صلة فقوِّ هذه الصلة مع ربك وقوِّ هذه الصلة مع أخيك ولا سيما هذا الذي يعيش معك في بلد واحد، أين حقوق الأخوة ؟ وحقوق الأخوة الحماية والرعاية، أن تحمي أخاك من كل مكروه، أن تحمي أخاك من كل سوء، أن تحمي أخاك من كل أذى، وأن ترعى أخاك متعاوناً متضامناً معه متباذلاً معه، سينادى يوم القيامة من قبل رب العزة جلت قدرته إن كنتم تريدون ذلك: (أين المتحابون فيَّ ؟ أين المتباذلون فيَّ ؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي)، (ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه) هذان ممن يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.

قوِّ صلتك أيضاً مع وطنك بحمايته ورعايته، بحمايته من كل مكروه ورعايته من أجل أن يكون وطناً مزدهراً عزيزاً كريماً متطوراً.

العيد صلة، تذكر يا أخي معنى العيد وأنت ذاهبٌ إلى أرحامك، وأنت ذاهبٌ إلى جيرانك، عليك أن تقوي الصلة مع ربك مع أخيك مع وطنك.

وعليك أخيراً أن تقوي الصِّلة مع نفسك، نزِّه نفسك عن الآثام والمعاصي فهذا تقوية الصلة مع النفس، نزه نفسك عن أن تكون إنساناً عبثياً لا هدف له ولا غاية، نزه نفسك عن أن تكون إنساناً مُهمَلاً مُهمِلاً، نزه نفسك عن أن تكون إنساناً غير مُعتَبر من قبل ربك ومن قبل أخيك، نزه نفسك عن أن تكون إنساناً لا غاية له، قو صلتك مع نفسك من خلال رفع المعنويات، من خلال زيادة الثقة بنفسك، فإذا ما عمَّت صلتك بربك ودعمت صلتك بأخيك ودعمت صلتك بوطنك فستدعم تلقائياً صلتك بنفسك. هذا هو العيد. هيا إلى تدعيم الصلة، أناشدكم الله أن تدعموا الصلة مع ربكم، مع وطنكم، مع أنفسكم، هذا هو العيد، لا أريد أن أقول لكم فقط اذهبوا من أجل أن تُضحّوا، أناشدكم الله أن تعيشوا الصلة، فإن عشتم الصلة مع ربكم وبلدكم وأنفسكم فأنتم من أهل العيد فطوبى لكم وغفرت ذنوبكم.

اللهم إني أسألك بحق أسمائك أن تجعلنا أقوياء في صلتنا معك وأقوياء في صلتنا مع إخواننا وأقوياء في صلتنا مع بلدنا وأقوياء في صلتنا مع أنفسنا، نعم من يسأل أنت، ونعم النصير أنت، أقول هذا القول وأستغفر الله.

ألقيت بتاريخ 6/11/2011

التعليقات

شاركنا بتعليق