آخر تحديث: الثلاثاء 23 إبريل 2024
عكام


خطبة الجمعة

   
خطبة العيد 1426

خطبة العيد 1426

تاريخ الإضافة: 2005/11/03 | عدد المشاهدات: 4365
أما بعد ، أيها الإخوة الصائمون : أسأل الله أن يتقبل منكم صيامكم وقيامكم وأن يجعلكم من أهل الجائزة ، فيوم الجائزة هو يوم العيد ، وهنيئاً لمن قُبل بالأمس صيامه وحسن بالليل قيامه ، وكما ورد عن الإمام علي كرم الله وجهه : " اليوم عيد من قُبل بالأمس صيامه ، وحَسُن بالليل قيامه ، اليوم لنا عيد وغداً لنا عيد ، وفي كل يوم لا نعصي الله فيه فهو لنا عيد " . فاللهم اجعل أيامنا كلها أعياداً لا نرتكب فيها إثماً ولا معصية يا رب العالمين . أهنئكم وأهنئ العالم الإسلامي بهذا العيد المجيد السعيد ، وأسأل الله أن يعيد هذا العيد على الأمة الإسلامية والعربية وقد تحققت آمالها فيما يخصّ إرضاء ربها عز وجل والعودة إلى دينها ، والنصرة على الظالمين الآثمين الباغين ، وفيما يخص تحرير القدس والعراق وكلّ مكان محتل من بلادنا الإسلامية والعربية أسأل الله أن يوفقنا إلى هذا . الأمر الثاني أيها الأحبة : أريدكم في هذا اليوم المبارك أن تكونوا أكثر حرصاً على اجتناب المعاصي والآثام منكم في رمضان ، فاليوم مَحكّ لمدى حسن صيامكم وقيامكم ، فإن رأيتم أنفسكم اليوم ولا سيما الشباب تنحازون للمعاصي والآثام ، فلتعلموا أن القضية خطيرة ، وأن العلاقة مع ربكم عز وجل لم تستوِ على شكلها الصحيح المطلوب المنشود . آمل أن نكون جميعاً على المستوى الذي كنا عليه في رمضان ، من حيث طاعتنا ربنا ومن حيث صيامنا وقيامنا وعلاقتنا بالقرآن الكريم ، ومن حيث التزامنا بديننا وصلواتنا ، وأؤكد على كلمة صلواتنا لأنني أرى كثيراً من شبابنا يتفلتون من الالتزام بالصلاة بعد رمضان بعد أن كانوا ملتزمين بها في رمضان ، فالصلاةَ الصلاة يا شباب ، الصلاةَ الصلاة يا أيها الحضور ، يا أيها الرجال ، يا أيتها النساء ، يا أيها الشباب ، يا أيتها الشابات ، الصلاةَ الصلاة ، الصلاةُ صلة العبد بربه ، وما أحوجنا إلى صلتنا بربنا . الأمر الثالث أيها الإخوة : لا شك في أننا نعيش اليوم كما تسمعون في ضنكٍ وشدة وضغط ، ولعلي أدلي بدلوي فيما يخص هذا الشأن من منطلق كوني مسلماً أقرأ كتاب ربي وأطّلع على سيرة سيدي ورسول الحق محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، فأنا أطالب نفسي وإياكم والحكومة والشعب والناس كلهم في العالم كله وفي سورية بشكل خاص ، واسمحوا لي أن أوجه الحديث إلى إخوتي في سورية بشكل خاص حكومة وشعباً ، أقول لهم : إذا كنتم تعيشون الآن في قلق وهذا حاصل ، فالضغوط تتوالى ، ولا أريد أن أذكر أرقام قرارات مجلس الأمن أو سواها ، إذا كنتم تعيشون في قلق جراء الضغوط المحتملة أو الواقعة حالياً على سورية ، لقد ذكرت بيني وبين نفسي ذلك ، ثم ذكرت قوله تعالى : ( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) الرعد : 28 إذا كنتم قلقين أيها الناس في سورية حكومة وشعباً ، إذا كنتم قلقين فاذكروا ربكم ، وذكر الله لا يعني أن تردّد بلسانك الله ، أو لا إله إلا الله فقط ، وإنما الذكر أن تكون بينك وبين ربك في خلواتك معاهداً إياه على أن تكون عبداً صادقاً ، على أن تلتزم تعاليمه ، على أن تطبق أحكامه ، على أن تتخذ كتابه شرعة لك ومنهاجاً ، على أن تتخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم أسوة وقدوة ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) الأحزاب : 21 . هذا أمر أول . الأمر الثاني : أدعو إليه حكومتنا وشعبنا في سورية ، أدعو الشعب إلى أن يتوب وأدعو الحكومة إلى توبة صادقة مع ربها ، وشروط التوبة معروفة ، شروط التوبة : أن يقلع الإنسان عن الذنب الذي يرتكبه إقلاعاً قوياً ، والشرط الثاني : أن يندم على ما مضى و الشرط الثالث : أن يستغفر ، فاستغفروا ربكم ، والشرط الرابع : أن يرد المظالم إلى أربابها . وأنا أقول إن التوبة تجعلكم – يا أيها الناس في سورية – تجعلكم أقوياء ، فتب أيها الشعب وتوبي أيتها الحكومة ، ويا أيها الشعب رد المظالم إلى أربابها ، ويا أيتها الحكومة ردي المظالم إلى أربابها وها نحن سمعنا بالأمس عن مرسومٍ صدر يخص الإفراج عن مائتين – تقريباً – من السجناء السياسيين ونأمل أن يتم الإفراج عن كل السجناء السياسيين ، وأن يكون السجناء السياسيون قد عادوا إلى الوطن من أجل أن يعملوا جميعاً مع سائر إخوانهم لخدمة ورعاية وحماية هذا الوطن . فالتوبة التوبة يا أهل سورية حكومة وشعباً ، ردوا المظالم إلى أربابها ، أريد من الشعب أن يعفو وأن يسامح ، وأريد من الحكومة أن تعفو وأن تسامح ، أريد لقاءً بين الشعب وبين الحكومة على أساس من دين والتزام بهذا الإسلام العظيم ، بهذه الشرعة الحكيمة ، نريد أن نُمَتِّن علاقاتنا الداخلية ، أريد أن نمتن ونقوي جبهتنا الداخلية ولن يكون هذا التمتين إلا على أساس من إخوة عقدها ربنا عز وجل ، فتوبوا واستغفروا ربكم فإن الاستغفار سيجعلكم في فرج من ضيق يحل بكم . أَوَليس النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : " من لزم الاستغفار جعل الله له من ضيق مخرجاً ومن كل هم فرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب " أوَليس النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يستغفر في اليوم مائة مرة : ( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً ) نوح : 10- 12 فيا أيها الناس نحن بحاجة إلى قلب تقي ولسان طاهر زكي ، نحن بحاجة إلى علاقة فيما بيننا نظيفة ، نحن بحاجة إلى أن يحمي كلُّنا ظهر كلِّنا ، نحن بحاجة إلى أن نأتلف ، نحن بحاجة إلى أن نتعاون ، نحن بحاجة إلى أن نكون صفاً واحداً وكلمة واحدة ، استغفروا ربكم أيها الشعب ، استغفري ربك ِ أيتها الحكومة على اختلاف مستويات الحكومة ونأمل أن نلتقي كما قلت جميعاً في ساحة الولاء لله ، وفي ساحة الخدمة للوطن ، وفي ساحة العطاء النافع للإنسانية ، فإننا ننحدر من شخصية قدمت للبشرية خيراً ، من شخصية هي رحمة للعالمين كما قال الله عز وجل في وصفها : ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) الأنبياء : 107 هيا يا إخوتي في هذا العيد ، في يوم الفرحة ، هيا إلى توبةٍ وأوبةٍ واستغفار وعطاء ولُحمة وتكاتف وتعاون وتآلف وتآخ ٍ ، هيا إلى هذه الأمور التي تجعل منا أقوياء وتجعل منا مجابهين لكل ما قد يطرأ على بلادنا ، لكننا أولاً وآخراً نسأل الله بسر فاتحة الكتاب وبسر سيد ولد آدم وبسر سيد الاستغفار وبسر ليلة القدر وبسر يوم عرفة وبسر الكعبة المشرفة وبسر شهر رمضان أن يدفع عنا السوء وأهله وأن يدفع عنا الشر وأهله وأن يدفع عنا المكر وأهله وأن يدفع عنا الضر وأهله وأن يدفع عنا كل كيد الكائدين الأشرار وكل كيد السيئين الذين لا يريدون للإنسان إلا الشر والذل والوبال والدمار . أسأل الله أخيراً أن يوفق إخوتنا في فلسطين من أجل أن يكونوا أيضاً لحمة متكاملة حتى يدفعوا هذا العدو الصهيوني الآثم الجاثم على صدورهم ، أسأل الله أيضاً أن يوفق إخوتنا في العراق من أجل أن يكونوا لحمة متكاملة متماسكة ، من أجل أن يكونوا إخوة متعاونين : السني مع الشيعي ، والصوفي مع السلفي ، كل المواطنين المسلمين وغير المسلمين مع كل المواطنين الشرفاء ، نسأل الله أن يوفقهم جميعاً من أجل أن يكونوا لحمة واحدة وصفاً واحداً وأمة واحدة تدفع عنها شر الأشرار . أعود لما قد قلته فيما يخص بلدنا سورية ، أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشف سورية من مرض ألم بها ، أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعلنا جميعاً إخوة متحابين فلقد آن الأوان للصفاء فيما بين الحكومة والشعب وفيما بين الحكومة والحكومة وفيما بين الشعب والشعب ، آن الأوان ، وهل تنتظرون أكثر من ذلك ، هل تنتظرون الواقعة أن تحل – لا سمح الله – ونسأل الله ألا يحل بالبلد إلا الخير ، هل تنتظرون الواقعة الشريرة أن تحل فإذا ما حلت أردتم الرجوع إلى ربكم وحينها كما قال : ( وَلاتَ حين مناص ) ص : 3 ولات حين مندم ، ولا ينفع الندم آنذاك ، وعندها – والعياذ بالله – سيكون الأمر جد خطير ، أسأل الله كما قلت وأؤكد وأكرر أن يوفقنا لنكون إخوة متضامنين متحابين ، أدعو الجميع في هذا القطر وهذه الدولة أن يلتزموا بدينهم ، أن يعبدوا ربهم ، أن يستغفروا ربهم ، أن يردوا المظالم إلى أربابها ، إلى أن يعفوا ويصفحوا ، إلى أن يكونوا على الإسلام ملتقين وعلى خدمة الوطن وعلى الولاء لله وعلى رعاية الإنسان وعلى خدمة كل ما يعود على الإنسان بالنفع والعطاء والخير . اللهم إني أسألك بسر ما ذكرت أن توفقنا لهذا ، اللهم صلِّ على محمد بن عبد الله القائم بأمر الله ما ضاقت إلا وفرجها الله ، اللهم صلِّ على سيدنا محمد وآله ، اللهم يا رب اجعل نوره محيطاً بذاتي حارساً لي من جميع جهاتي ، أقول هذا القول وأستغفر الله .

التعليقات

لالا

تاريخ :2007/11/08

الخطبه رائعة جدا

شاركنا بتعليق