سيدي أبا الزهراء:
يحلو لبعضِ الناس أن يُزينوا لشبابنا الاانتماء والاالتزام! مُدَّعين أن الانتماء والالتزام علامة تأخر، ودليل وضعٍ مرفوض لا يتناسبُ والقرن العشرين، ذلك أنهم – حالَ الظن بهم أنهم يجهلون الإسلام – لم يجدوا انتماءً يتكامل به الإنسان، والتزاماً ينمو به أيضاً ذلك المخلوق العجيب المميز.
وإن افترضنا أنهم مطَّلعون على ما جاء به الإسلام قلنا:
إنهم عرفوا فجحدوا واستيقنتها أنفسهم، وعاندوا مكابرين؛ ثم شوّهوا وروّجوا، فهم لا يبغون لمكانهم تغييراً، ولا لخاصة مصالحهم تبديلاً. وبقاء ما كان على ما كان، في وضعٍ أُدرِكَ غلطُه، أمرٌ يريده المتسلط، ولا يستطيع تحويله المقهور.
سيدي صلى الله عليه وآله وسلم:
في ذكرى مولدك ننادي:
الانتماء تحقيق للوجود، والالتزام تعبير عنه، وليس الأمر على إطلاقه، ما لم يكن العقل دليلاً، وحبل السماء مع الإنسان موصولاً، وها نحن أولاء نقدم عباراتنا في ذلك:
- الله قصدنا، وإنا منه وإليه راجعون.
- والرسول صلى الله عليه وآله وسلم أسوتنا. ونحن بانتسابنا إليه، وباتباعنا له معروفون.
- القرآن شرعتنا ومنهاجنا، وبهديه العظيم ملتزمون.
- الذكر غذاؤنا، وبه للسلوك والعاطفة مدعمون.
- الموت على الإيمان وبغيتنا، وإنا إلى الديّان يوم القيامة ماضون.
الله قصدنا:
لأن القرآن الكريم الذي بلغتنا إياه يقول: ﴿قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين. لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين﴾ الأنعام: 162- 163. ويقول: ﴿يا أيها الناس إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه﴾ الانشقاق: 6.
والرسول أسوتنا:
لأنك الأكملُ في الخَلق والخُلق، أوَلستَ الأعبد، والأعقل، والأجمل، والأشجع، والأحلم، والأزهد، والألطف ؟
القرآن شرعتنا:
لأنك بلغتنا قولَ ربك في القرآن نفسه: ﴿الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً. قيماً﴾ الكهف: 1-2. وكذلك قول الله تعالى فيه: ﴿تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً﴾ الفرقان: 1. وأيضاً قوله تعالى: ﴿قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين. يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام﴾ المائدة: 15-16.
الذكر غذاؤنا:
لأنك يا سيدي نقلت لنا عن ربك جل شأنه قوله: ﴿فاذكروني أذكركم﴾ البقرة: 152. وأوصلتَ إلينا أمره لنا: ﴿يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً﴾ الأحزاب: 41.
الموت على الإيمان بغيتنا كذلك:
لأنك أوحي إليك قول الله تعالى شأنه: ﴿ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون﴾ آل عمران: 102. ولأن الأنبياء جميعاً – عليهم السلام – تواصوا بذلك: ﴿ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بَني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتنَّ إلا وأنتم مسلمون﴾ البقرة: 132.
الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أسوتنا، نعم ورب الكعبة، ولَنِعمَ الأسوة أنت، يا سيد السادات: ﴿لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم﴾ التوبة: 128. فما أعظمَ تعظيم الله لك !
نعم: ﴿وإنك لعلى خلق عظيم﴾ القلم: 4.
نعم: ﴿ولسوف يعطيك ربك فترضى﴾ الضحى: 5.
نعم: ﴿لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً﴾ الأحزاب: 21.
نعم وألف نعم: يا أيها الرحمة المهداة، يا نبي الرحمة، يا نبي الملحمة، يا خاتم الرسل، يا عظيم الأمم صلى الله عليه وآله وسلم.
نعم:
الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عزنا؛
الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فخرنا؛
الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قائدنا؛
الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حبيبنا؛
الرسول صلى الله عليه وآله وسلم شفيعنا؛
الرسول صلى الله عليه وآله وسلم سيدنا ومولانا؛
الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هادينا.
فلك أيها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كل ما لَنا، وما فينا.
محمود
17
نيسان
2006شاركنا بتعليق
التعليقات