آخر تحديث: الأربعاء 27 مارس 2024
عكام


أخبار صحـفيـة

   
الإسلام ومصطلحات الظلم - صحيفة تشرين

الإسلام ومصطلحات الظلم - صحيفة تشرين

تاريخ الإضافة: 2006/04/22 | عدد المشاهدات: 3075

نشرت صحيفة تشرين الصادرة في دمشق بتاريخ: السبت 22 نيسان 2006 وضمن صفحة مدارات، المقال التالي:

الإرهاب والتعصب والعنصرية والنازية والعنف، مصطلحات مرعبة وذات دلالات مشتركة والجامع لها جميعاً هو الظلم، وليس ثمةَ رذيلة أفظع من الظلم، والظالم مجزي بأقسى أنواع العقاب في الدنيا والآخرة. وحين نُعرف هذه المصطلحات نقول: ‏

الإرهاب: ممارسة اعتداء أو تهديد على آمن غير ظالم.

التعصب: اجتماع قوة على غير الحق.

العنصرية: اكتفاء فئة بنفسها لتكون وارثة الأرض وقيوميتها دون غيرها بغير وجه عدل.

النازية: عدوان على آخر لمجرد كونه آخر.

العنف: تسرع في اختيار السلاح لمواجهة المخالف.

وعلى هذا فالإسلام لا يمت إلى كل هذه بصلة أو بأدنى مسّ يفيد الإقرار. فالقرآن الكريم قال: ﴿ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين﴾ فأين الإرهاب؟! والقرآن الكريم قال: ﴿وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان﴾ فأين التعصب؟! والقرآن الكريم قال: ﴿إن أكرمكم عند الله أتقاكم﴾ فأين العنصرية؟! والقرآن الكريم قال: ﴿لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين﴾ فأين النازية؟! والقرآن الكريم يقول: ﴿ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن﴾ ويقول: ﴿ادفع بالتي هي أحسن﴾ فأين العنف؟!

وما يتعلق بمشروعية الدفاع عن النفس والحق في مواجهة ذلك كله: فقد قال تعالى: ﴿وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين﴾، وقال أيضا: ﴿أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير. الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد﴾. ويؤصل الإسلام العلاقة بين الناس كافة على أساس من الرحمة والسلام والإحسان. قال تعالى: ﴿وقولوا للناس حسناً﴾، وقال تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة﴾، وقال تعالى: ﴿ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً﴾، وقال: ﴿تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين﴾، وقال تعالى: ﴿يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً﴾.

الإسلام يدعو إلى صلات بين الناس عامة تقوم على البر، فما بالك إذا بتلك التي يدعو إلى إقامتها بين المسلمين أنفسهم ؟!

وهانحن نكتفي بذكر عنوانها فقد قال تعالى عنها: ﴿إنما المؤمنون إخوة﴾، والأخوة تناصح وتباذل وتعاون، فكيف بمن يستبدل بها الذي هو أدنى من قطيعة وتنافر وتنازع، ألا ساء ما يستبدلون وما يحكمون.

نحن الذين قدمنا المبررات للآخرين لاتهامنا بالعنف نحوهم، وذلك حين نتنازع فيما بيننا، فمن كان نحو أخيه في العروبة والدين والوطن قاسياً محتقراً معتقلاً مغتالاً فهو من باب أولى أشد نحو البعيد والمختلف عنه ديناً ووطناً وعروبة. ‏

قتالنا الصهيونية في فلسطين والجولان ولبنان ليس إرهاباً ولا عنفاً ولا عنصرية ولا نازية ولا تعصباً، بل هو محاولة واعية إنسانية جادة للقضاء على الإرهاب والعنف والعنصرية والنازية المتمثل والمتجسد بالصهيونية المعتدية المحتلة الآثمة وبمن يدعم الصهيونية، فمن دعم الإرهاب والعنف والعنصرية والنازية والتعصب فهو كذلك إلى أن يرعوي.

هذه عبارات قلتها في مناسبات شتى، استوحيتها من مقولات الإسلام بشكل عام: ‏

ـ لسنا ضد أحد ولكننا لا نسمح لأحد أن يكون ضدنا.

ـ الحضارة لا تقوم على شتم الحضارات، ولكنها تقوم على تحمل شتم أشباه الحضارات.

ـ الإنسان هو الإحسان، بَيْدَ أن النون في الإنسان نون النشأة، والحاء في الإحسان حاء الحياة والحياء، والحياة والحياء وجهان يمثلان الإنسان مادة ومعنى، والمعنى فيهما هو الأهم، وإذا لم تستحِ فاصنع ما شئت.

ـ وبناء على ما سبق فحرب رمضان أو تشرين، حرب مشروعة وانتصارنا فيها انتصار حق وقضية عادلة، وكذلك انتصارنا في أيار جنوبي لبنان، وأملنا انتصارات قادمة في القدس والجولان وبقية ما بقي من لبنان.

بقلم: د. محمود عكّام

 

لقراءة المقال من المصدر، لطفاً اضغط هنا

التعليقات

شاركنا بتعليق