آخر تحديث: الأربعاء 27 مارس 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
وبعد أن وضعت الحر ب أوزارها، فماذا بعد ؟!

وبعد أن وضعت الحر ب أوزارها، فماذا بعد ؟!

تاريخ الإضافة: 2006/08/01 | عدد المشاهدات: 2936

سأحيي الصمود أولاً، وسأحيي الجهاد والمجاهدين، وسأحيي لبنان كلَّ لبنان.

وأما حزب الله بشكل خاص فأحييه وأناشده؛ وتحيتي له ملؤها التقدير والثناء؛ ومناشدتي له أن يطرح الفتح بعد النصر.

والفتح منهاجُ السلام المستمد من الإسلام كلِّ الإسلام، فاحرص يا حزب الله على جمع الأمة في ساحة الفكر الموحِّد الموحَّد كما جمعتها في ساحة الميدان القتالي المقاوم.

واسعَ يا حزب الله إلى اتخاذ الإسلام الأوسع رايةً تدعو إلى الانضواء تحتها، فلا ألقاب ولا أوصاف ولا مذهبية ذات عصبية ولا طائفية، بل إسلامٌ محوره القرآن الكريم وشخصية النبيِّ محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

ويمكنني الآن الحديث عن منهج أهل البيت وتعميمِه ونشره، لأنه منهجُ جمعٍ ورحمة واستيعاب وتحمُّل وأمان ورعاية واعتراف وقبول ومسامحة.

فلتعمل يا حزب الله على ترسيخ هذه المصطلحات عناوينَ لمسيرة المعركة الفكرية والمعرفية التي بدأتَها قبل الانتصار، وستباشرها بقوة عقب الانتصار.

أعود فأؤكد بأن نصراً تحققَ إذ وقفت الأمة مع المقاومة تدعمها وتحيّيها وتشجعها وتعاونها وتساعدها، فلا تُذهبوا آثار ذاك النصر الخيِّرةَ بعودةٍ إلى مفردات الفئة والمذهب والطائفة.

بُويعتم مقاومين في ساح المعركة الحربية، فاعملوا على أن تُبايَعوا روّاداً في تأصيل فقه الوحدة والاعتصام بحبل الله جميعاً والتضامن والتباذل، فأنتم أقدر من سواكم على ذلك، لأنكم في الحرب ما ندَّت من أفواهكم كلمةٌ تجافي السَّعة والأخوَّة والاستيعاب واللقاء والاجتماع.

فاللهَ اللهَ يا حزب الله، وكلنا من حزب الله، سارعوا إلى التماهي مع كل المسلمين، ولا تفرِّقوا بين أحد منهم، وقولوا للأمة كلها:

لنلتقِ دون ألقاب. أفلا يكفينا الإسلام ؟!

وتابعوا القولَ أيضاً:

العروبةُ شخصيتنا، والإسلام هويَّتنا، وأوطاننا أمانة مقدَّسة في أعناقنا، لا نفرَّط بحبة تراب من أرضها، والكعبةُ قبلتنا، ومكةُ المكرمة منطلقُ دعوتنا الجغرافي، والمدينة المنورة مسكن ضميرنا، والقدسُ عاصمة دولتنا العادلة الإنسانية المقاومة ومركزها.

لستم يا حزبَ الله حزباً بالمعنى المشهور اليوم، بل أنتم أفرادُ أمة نمَى وعيُ جمعِ شملِ الأمة في صدوركم، فجاهدتم لتحقيق ما وَعيتم، وضحَّيتم من أجل ذلك بالنفس والنفيس، والإنسانُ الواعي أمراً يستشعر ضرورةَ التضحية من أجل تحقيق ذلك الأمر أكثر من سواه.

يا حزب الله، أيها العاملون حتى يرضى الله:

أناشدكم بحق الله ورسوله وأهل بيته وأصحابه والصالحين من الأمة، وبحزب الله الذي جاء ذكره في القرآن الكريم، أن نؤسس معاً لإسلام مجدَّد وَفق هدي أصْلَيْه ومَصْدَريه: القرآن والسنة، ووَفق سلوك أهل العباء والراشدين من الصحابة. ولندعُ هذا الإسلام: الإسلام الصافي؛ إسلام الإسلام الحق.

ولن نرفع من أمامنا قولَ الله عز وجل:

﴿ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة﴾ النحل: 125.

وقوله: ﴿قل هذي سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني﴾ يوسف: 108.

وقوله: ﴿وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين﴾ الأنبياء: 107.

وقوله: ﴿وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم﴾ الأنفال: 60. وليس ثمةَ مسلم هو عدونا أو عدو الله، وحاشا.

وقول النبي: (إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا). والمخاطَب كل المسلمين.

وقوله أيضاً: (ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى عضواً تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمَّى).

السلام عليكم أيها المسلمون جميعاً.

والسلام عليكم أيها العرب جميعاً.

والسلام عليكم يا أبناء الوطن المسلم والعربي جميعاً.

والسلام عليكم يا مقاومون جميعاً، ولا سيما مقاومو فلسطين ولبنان.

والسلام عليكم يا حزب الله. وحزبُ الله كل أولئك السابق ذكرهم جميعاً.

والسلام عليكم يا حزبَ الله، تلك الجماعة التي تخاف الله ولا تخاف سواه.

والسلام عليكم يا سماحة السيد حسن نصر الله.

وإنا وإيَّاكم لعلى هدى بفضل الله وكرم الله.

والسلام عليَّ إذ أحببتكم في الله.

د. محمود عكام

حلب 1 آب 2008

التعليقات

محمود النعمة

تاريخ :2007/04/21

السلام عليكم و ورحمة الله وبركاته سيدي الدكتور محمود الله يعلم كم أكن لكم من الحب والتقدير وبوركت وبورك ما تقوم به ولكن أرجو من جنابكم أن توضحوا لي مالمقصود من قولكم :"ويمكنني الآن الحديث عن منهج أهل البيت وتعميمِه ونشره،" أليس منهج أهل البيت عليهم السلام والرحمة منهج أهل السنة والجماعة منذ أن قامت هذه الأمة وحتى الآن ؟ إذا فما المراد من هذه العبارة ؟ أهو إحياء لمحبتهم التي هي فرض على كل مسلم ؟ أم ماذا ؟ وعذرا على الالحاح

شاركنا بتعليق