أما بعد، فيا أيها الإخوة المؤمنون:
ها نحن على باب العشر الأواخر من رمضان، والعشر الأواخر من رمضان عشر العتق من النار، فليسائل كل منا نفسه هل عمل فيما مضى من رمضان ما يستحق بفضل الله ومنه وكرمه أن يكون من عتقاء شهر رمضان، وأن يكون من العتقاء من النار ؟ فليمحص كل منا إيمانه وصومه، وليلتفت كل منا إلى داخله وقلبه، فإن رأى نفسه مقصراً فليتدارك في العشر الأواخر، لأن في العشر الأواخر من رمضان ليلة هي خير من ألف شهر، إنها ليلة القدر التي قال فيها ربنا جلت قدرته: ﴿إنا أنزلناه في ليلة القدر. وما أدراك ما ليلة القدر. ليلة القدر خير من ألف شهر﴾ فليتدارك في العشر الأواخر لأن في العشر الأواخر ليلة القدر، إنها ليلة اتصال السماء بالأرض، إنها ليلة نزول القرآن على قلب سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، إنها ليلة التشريف والتقدير.
أرأيتم لو أن هذه الليلة لم تكن من حيث نزول القرآن فيها، أي تصوروا لو أنا كنا من غير كتاب من ربنا لكنا كما قال ربي عز وجل رددنا إلى أسفل سافلين، فبالقرآن الكريم نهضنا، وبالقرآن الكريم ارتفعنا، وبالقرآن الكريم تحققنا بإنسانيتنا، وبالقرآن الكريم شرفنا، أوليست ليلة القدر ليلة التشريف والتقدير. قلت وأكرر: لعلكم تسألونني عن معنى القدر، عن معنى اسم هذه الليلة، فإني قائل لكم إنها ليلة قدَّر الله فيها أن يجعل للإنسان كتاباً منزلاً من عنده، فالإنسان من غير كتاب ومن غير دليل سيكون ضائعاً تائهاً لا شك في ذلك ولا ريب، والإنسان من غير دليل من الله عز وجل إن اقتصر على كتاب من الإنسان دون النظر إلى كتاب من الله فهو ضال، والإنسان من غير كتاب مطلقاً تائه، ومن غير كتاب من الله حصراً ضالٌّ، وكذلك وصف في القرآن الكريم، فاحمدوا الله واشكروه أيها المسلمون على كتابٍ أنزله الله على سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم فكان محمد الكتاب الناطق لهذا الكتاب الذي هو الفرقان والذي هو الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ليلة القدر هي ليلة التشريف، شرفنا ربنا، قدر ربنا أن نكون مكرمين حقاً، أن نكون من أولئك الذين يتحققون بخلافة الله على الأرض، فهيا إلى العشر الأواخر يا أيها الإنسان، هيا إلى ليلة القدر يا أيها المسلم.
تسألونني متى ليلة القدر ؟ أقول لكم: إن من رحمة الله ورحمة رسول الله بهذه الأمة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأمر من الله قال لنا: (تحرَّوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان) لم يقل لنا تحروا ليلة القدر في كل رمضان وذلك من أجل التخفيف والتيسير، وجاء الحديث الآخر المُضَمَّخ بالرحمة أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول وكأنه نظر إلى الأمة نظرة رحمة، نظرة تيسير ورأفة فقال وكل الأحاديث صحيحة: (تحرّوا ليلة القدر في السبع الأواخر من رمضان) وجاء الحديث الثالث أيضاً ليقول: (تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان) ثم جاء الحديث الذي يرويه أبو داود والترمذي بسند حسن: (من كان منكم متحريها فليتحرها في ليلة سبع وعشرين) كيف تتحرى ؟ ماذا تعمل في العشر الأواخر من رمضان ؟ في الأوتار من العشر الأواخر من رمضان ؟ ماذا تفعل ؟ ماذا عليك أن تعمل ؟
أقول لك: مادام القرآن الكريم قد نزل في هذه الليلة فلتكن صاحب القرآن الكريم ولتكن من أهل القرآن الكريم، فيا أيها الشاب ويا أيها الرجل ويا أيتها المرأة يا أيها المثقف يا أيها الإنسان المسلم أينما كنت وبأي مرتبة وجدت وبأي صفة اتصفت أناديك من قلبي قائلاً لك: هيا إلى كتاب الله الذي أنزل في هذه الليلة المباركة من أجل أن يكون صاحبك، ومن أجل أن يكون قرينك ومن أجل أن يكون رفيقك وأجل أن يكون ملازمك ومن أجل أن يكون موطن نظرك ومن أجل أن يكون محل تطلعات قلبك، فالزم القرآن الكريم يا أخي، الزمه في هذه العشر الأواخر وأكرر وأردد ما كنت قد قلته عن واجبنا نحو القرآن الكريم، إن واجبنا نحو القرآن الكريم تلاوة وقراءة وتدبر. أما التلاوة فأن تحسن التجويد، وأما القراءة فأن تحسن الفهم، وأما التدبر فأن تحسن التطبيق. فهيا إلى القيام بهذه الحقوق نحو القرآن الكريم. القرآن الكريم يعصمك، القرآن الكريم يحفظك. لقد كررت على مسامعكم في أكثر من مناسبة وذلك حينما قلت لكم ألا تريدون أن تُحفَظوا ؟ الجواب: بلى. إذا كنتم تريدون الحفظ لأنفسكم، لقلوبكم، لأولادكم، الزموا كتاب ربكم، لأن ربكم يقول: ﴿إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون﴾ أيها المريد الحفظ تمسك بالمحفوظ تُحفَظ.
كان سيدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أحيا الليل كله وشدَّ المئزر وأيقظ أهله، أحيا الليل كله في قراءة القرآن، أحيا الليل كله في الصلوات، في الاستغفار من أجل أن يؤسس في قلبه بنية تحتية طاهرة نظيفة، هذه البنية التحتية يؤسس عليها سلوك نظيف طاهر عفيف صالح.
تسألونني عن فائدة الصلاة والاستغفار في الليالي الأخيرة من رمضان، أقول هذه الصلوات وهذه القراءة للقرآن الكريم تؤسس في دواخلكم وجداناً، تؤسس في دواخلكم بنياناً معنوياً وأساساً يحفظكم في سلوككم، علماء النفس يقولون: "لا بد للإنسان أن يكِّون في داخله أساساً قوياً متيناً فاعلاً حتى يكون السلوك منتظماً وصحيحاً" ندعو أنفسنا إلى أساس مستمد من عبودية لله عز وجل وبذلك نؤسس لسلوك يرضي ربنا وقد خلقنا من أجل هذا، أولسنا قد خلقنا من أجل أن نعبد الله ومن أجل أن نرضي الله ؟ أوليس الله قد قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون﴾ سألت السيدة عائشة رضي الله عنها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يا رسول الله: إذا علمت أي ليلة ليلة القدر فماذا أقول – أو ماذا أدعو – قال: قولي: (اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني).
ومن منا لا يحتاج إلى عفوٍ من كريم ينادي في كل ليلة من ليالي رمضان ولا سيما في العشر الأواخر من رمضان بل ينادي ربنا في كل الليالي، لكن المناداة في العشر الأواخر آكد وأقوى وأكثر رحمة، ينادي: هل من مستغفرٍ فأغفر له ؟ هل من مسترزق فأرزقه ؟ هل من ذي حاجة فأقضي له حاجته ؟
أيها الفقراء، أيها الأغنياء، يا أصحاب الحاجة، أيها المرضي، أيها المحتاجون لأمر ما: لا أدعوكم إلى ترك الأسباب لكني أحضكم على اتخاذ الأسباب، ولكن ما أؤكد به لكم وعليكم هو أن تلجؤا إلى رب الأسباب وإلى مسبب الأسباب لتقول له - يا صاحب الحاجة – : اللهم اقضِ حاجتي. يا شبابنا تعلموا دعاء الحاجة، يا شبابنا تعلموا دعاء الاستخارة، يا شبابنا تعلموا دوام الصلة بربكم، فنحن بحاجة إلى شباب ونساء ورجال يتصلون بالله عز وجل في كل أمورهم، يستخيرونه قبل الفعل ويتوبون إليه بعد الفعل إن كانوا قد أساؤوا في الفعل ويشكرونه بعد الفعل إن كانوا قد أحسنوا في الفعل، نحن بحاجة إلى أن نتعلم كيف نتصل بربنا، كلنا يسعى من أجل أن يتصل بذي جاهٍ في الحياة الدنيا ويعتبر أن سعيه مبرر لأنه يريد أن يتصل بذي جاه أو بذي منصب من أجل أن ينفع المسلمين فما بالك لو أنك سعيت من أجل أن تحسن الصلة برب العالمين من أجل نفعك ومن أجل نفع الناس ومن أجل دعوة الناس إلى ما ينفعهم ويعود عليهم بالخير في دينهم ودنياهم.
اتصلوا بربكم، هل تدعون ربكم يا شباب دعاء الحاجة إن ألمَّ بكم أمر ؟ هل تدعو ربك وتقول بعد صلاة ركعتين: (اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد، يا محمد إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي لتقضى، اللهم فشفعه فيَّ بجاهه عندك).
هل تلجأ إلى ربك تستخيره قبل البدء بأمرٍ ما يحيرك ليس هو بالحرام وليس هو بالفرض ؟ هل تستخير ربك فتقول بعد صلاة ركعتين: (اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال عاجل أمري وآجله فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال في عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به. قال ويسمي حاجته). تعلموا ذلك يا شبابنا، ادعوا بذلك ربكم فإن ربكم يريدكم متصلين به، يريدكم متصلين إليه، يريدكم متحققين بالعبادة التي فرضها عليكم، فالعبادة صِلة وصلٍ بينكم وبين ربكم لا تنقطع، جزاؤها في الآخرة نظر ووصل من أعظم أنواع الوصال نظر إلى وجهه الكريم ﴿وجوه يومئذ ناضرة. إلى ربها ناظرة﴾.
ليلة القدر ليلة عظيمة، أريدكم في النهاية أن تعلنوا توبتكم وأن يعلن كل منا توبته في هذه الأيام، اقترف من اقترف وأذنب من أذنب وأثم من أثم وأخطأ من أخطأ، فما علينا في هذه العشر الأواخر إلا أن نعلن التوبة وأن نجدد التوبة، فربنا يا أيها المذنب ربنا يا أيها المخطئ ربنا يا أيها الآثم يبسط يده في الليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده في النهار ليتوب مسيء الليل ولا سيما في العشر الأواخر من رمضان، من قام ليلة القدر – لخص عمرك بشهر رمضان، ولخص شهر رمضان بالعشر الأواخر منه، ولخص العشر الأواخر بليلة القدر. جاء الحديث الصحيح الذي يرويه البخاري ومسلم ميسراً على الأمة: (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) لم تقم رمضان، لم تقم العشر الأواخر من رمضان، هل تريد أن تحرم الخير حتى لا تقوم ليلة القدر ؟ على الأقل قم ليلة القدر تحرَّ ليلة القدر، قم هذه الليلة وأعني بالقيام: أن تتجرد في داخلك، أن تمحص داخلك، أن تعاهد ربك أن تقف بينك وبين ربك لتقول: رضيتك يا رب رباً لي، رضيتك يا إلهي معبوداً لي، يا رب لن أتوجه إلى سواك، علمني يا رب أن أتوجه إليك وحدك، أن أعتمد عليك وحدك، يا رب علمني أن أستعين بك وحدك، علمني أن أستغيث بك وحدك، يا رب أريد وجهك الكريم، يا رب تولني كما توليت الصالحين من عبادك، وفقني من أجل أن أتولاك فإن من تولاك توليته، يا رب هيئ لي من نفسي إنساناً يعرفك، إنساناً يعبدك، إنساناً يعتمد عليك، إنساناً يخافك، إنساناً لا يلتفت إلا إليك من خلال قلبه ولا يعتمد إلا عليك من خلال قلبه ولا يلوذ إلا بك من خلال قلبه، هيئ لنا من أمرنا رشداً. يا رب ردَّ المسلمين إلى دينك رداً جميلاً، أعلنوا توبتكم في هذه الليالي المباركة ولا يقولن أحد ليس لي ذنب، لا، لا يقولن أحد وما فعلت حتى أتوب ؟ انظروا الحبيب الأعظم، هل أنت يمكن أن تقارب الحبيب عليه وآله الصلاة والسلام ؟ الجواب: لا. فالنبي نفسه النبي ذاته كان يقول: ( توبوا إلى الله، فإني أتوب إليه في اليوم مئة مرة)، (والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة) هل تقول سيد الاستغفار ؟ وسيد الاستغفار من قاله في المساء فمات من ليلته دخل الجنة، ومن قاله حين يصبح فمات من نهاره دخل الجنة هكذا ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الصحيح، ما أجمل هذا الاستغفار: (اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. من قالها من النهار موقناً بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة) أرأيت إن قلت هذا وأكثرت منه ما النتيجة ؟ النتيجة يا أخي مِنْ صادقٍ مصدوق آتية إذ يقول: (من لزم الاستغفار جعل الله من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب) أرأيت إن أكثرت الاستغفار هذا قول النبي هذا حديث رسول الله إليكم، ما المانع من أن تجعل من هذه الأيام أيام تمعن، أيام تفحص، أيام خلوة بينك وبين ربك، أيام تأمل تتأمل ما مضى من عمرك، فربما لم تعش للأيام القادمة من رمضان الآتي تأمل فيما عملت تأمل فيما قلت تأمل فيما فعلت والإنسان العاقل هو من يتأمل حياته، هو من يدرس حياته، هو من يتطلع وينظر إلى ما قد فعل وإلى ما يمكن أن يفعل وإلى ما يفعل الآن. العاقل هو الذي لا تغادر عينه ذاته، العاقل هو الذي يكلف نفسه ويحرِّض الآخرين ﴿لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين﴾ هكذا قال ربي لسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، العاقل يقف كل يوم عند المساء أو عند الصباح مع ذاته ليقول: من أنا، ما وظيفتي، ما هُوُيتي، لماذا وجدت، ما غايتي ؟ هل حققت غايتي من الحياة التي عشتها، وإلى أي مدى وصلت في تحقيق هذه الغاية ؟ علماء النفس يقولون: لكل شيء علة غائية. هذا المكبر علته الغائية تكبير الصوت، تضخيم الصوت، هذا المكان المنبر علته الغائية أن أقف عليه لألقي كلمة، وأنت ما علتك الغائية ؟ لماذا وجدت ؟ هل علتك الغائية أن تأكل وتشرب ؟ هل علتك الغائية أن تلبي شهواتك ؟ علتك الغائية نصبت آية جلية واضحة تسمعها كثيراً ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون﴾ إلا ليعرفون، إلا ليحمدوا ربهم جلت قدرته، إلا ليتعرفوا على حقيقة أنفسهم وحقيقة وجودهم ومنطلقهم ونياتهم وغاياتهم وأهدافهم. فهل أنت مدرك علتك الغائية قبل أن تدرك العلة الغائية للأشياء.
يا إخوتي إنها دعوة مفتوحة وصريحة أختم بها خطبتي لأقول: توبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون، وبتوبة صادقة أعتقد أننا سنعيش بأمان وخير لأن التوبة التي أطلبها من نفسي ومنكم هي توبة تشمل كل مرافق الحياة. أيها الخائن للوطن تُبْ، أيها القاضي الذي لا تعدل تُبْ، أيها الأستاذ الذي تُدَرِّسُ بغير أمانة ومن غير إتقان تب إلى الله عز وجل، أيها الطالب الذي لا تدرس وتتلهى عن الدراسة تب إلى الله، أيها الحاكم الذي تود أن تكون حاكماً مرموقاً في الدنيا والآخرة تب إلى الله عز وجل، أيها الطبيب، يا من تعمل الأشياء التي تضر بدينك ودنياك تب إلى الله، لذلك قلت التوبة أن نغير الحالة التي نحن عليها إذا كانت الحال سيئة أو إذا كانت الحال حسنة، لكننا بالتوبة نريد أن نغير الحال السيئة إلى حال حسنة والحال الحسنة إلى حال أحسن وما للترقي انتهاء.
اللهم اجعلنا من التوابين في كل مجالات الحياة وصُعُدها ومستوياتها يا رب العالمين، نعم من يسأل أنت ونعم النصير أنت، أقول هذا القول وأستغفر الله.
ألقيت بتاريخ: 13/10/2006
التعليقات