آخر تحديث: الثلاثاء 23 إبريل 2024
عكام


مـــــــــؤتمرات

   
الدكتور عكام يستقبل السفير الفرنسي بدمشق

الدكتور عكام يستقبل السفير الفرنسي بدمشق

تاريخ الإضافة: 2006/11/23 | عدد المشاهدات: 3456

استقبل الدكتور الشيخ محمود عكام في مكتبه بدار الإفتاء بحلب، السفير الفرنسي في دمشق السيد ميشيل دوكلو، يصحبه قنصل فرنسا في حلب، وعدد من أعضاء السفارة وذلك يوم الخميس: 23/11/2006.

رحب الدكتور عكام بالسفير الضيف، متمنياً له التوفيق في مهمته سفيراً لفرنسا في سورية، وأن يسهم في تعزيز العلاقات بين البلدين.

قال السفير الفرنسي: إنها تجربة جديدة لي أن أعمل في هذه المنطقة الهامة من العالم، ويهمني أن أعمل للتقارب ما بين العالم الإسلامي وأوربا، وهو السبب الذي دفعني للاتجاه نحو الشرق، بعد أن كنت سفيراً في الأمم المتحدة، ولعل العلاقات التاريخية المميزة ما بين سورية وفرنسا تشكل نقطة بداية جيدة في هذا الطريق الذي تعترضه عقبات كثيرة، وربما كانت مشكلة الحجاب في فرنسا إحدى آخر هذه المشكلات.

قال الدكتور عكام: عندما تكون العلاقات متينة وقوية فإن الأزمات لا تستطيع تمزيقها، وأمَّا ما يتعلق بمسألة الحجاب في فرنسا فإنني أنظر إلى هذا الموضوع آخذاً بعين الاعتبار عدة نقاط هي:

1- أعتقد أن مثل هذه المشكلة يمكن أن تنشأ في أي مكان من العالم، وليس في فرنسا فحسب، بل في بلدان العالم الإسلامي أيضاً، لذا لا أرى من المفيد أن نجعلها نقطة محورية فاصلة، بل هي مشكلة ينبغي أن تدرس بعلمية وأن توضع في إطارها الصحيح.

2- بناء عليه فإني أقول للناس هناك في فرنسا، ممن يعترضون على الحجاب: إن الأمر لا يحتاج منكم إلا إلى حُسن تفهّم، فقضية الحجاب مسألة شخصية تعود إلى قناعات الإنسان الداخلية، ولا تعبر عن شيء آخر.

3- كما أقول للمسلمين في فرنسا: تعاملوا مع قضية الحجاب عندكم على أنها قضية داخلية لا تقبل التدويل، فما دام المسلمون هناك فرنسيين فالمشكلة فرنسية، وإياكم أن تتجهوا نحو الخارج لتتلقوا منه الحلول. تعاملوا مع هذه القضية والمشكلة كما لو واجهتكم مشكلة مالية أو قانونية. حلّوها باستخدام الوسائل الديمقراطية، كما هي الحال مع بقية المشاكل. لا تُحدثوا ضجة قد تؤذي ولا تنفع، وأظهروا للفرنسيين حولكم كيف أن الإسلام يريد من الإنسان أن يحترم وطنه وأن يسعى لخدمة البلد الذي يعيش فيه.

لقد كنت في سويسرا منذ عام وقلت للمسلمين هناك: المسلمون في سويسرا سويسريون، والمسلمون في فرنسا فرنسيون، والمسلمون في سورية سوريون، وهكذا... فهيا للعمل من أجل ازدهار البلد الذي رعانا وأكرمنا وآوانا وحمَلنا، كما قال الإمام علي: ما بلدٌ بأولى منك من بلد، خير البلاد ما حملك.

ولكني أتصور أن هناك فئة مشوِّشة على صعيد العالم، تريد أن تثير الشغب بين الناس، بحجة الإسلام تارة، وبحجة المسيحية تارة أخرى، وبحجج أخرى تارات أخرى، وعلينا أن نكون أقوى من هذه الفئة، ونطالب الناس أن ينشدوا الأمان، فكفانا فوضى ومشاكل وقلق واضطراب، وهيا لنعيش تحت عنوان تكريم الإنسان وضمان حقوقه، وهذا عنوان الإسلام، فالإسلام إنما جاء لرعاية الإنسان وخدمته، وإن لم تكن هناك رعاية وخدمة للإنسان فلا إسلام حينها.

على هذا الإسلام نلتقي، فالإسلام لا يعادي الإنسان ولا يقاتله، بل يعادي الظالم والباغي ويقاتله وإن كان مسلماً.

وختم الدكتور عكام: أريد أن ألتقي مع سعادة السفير لقاء المثقف مع المثقف، لا لقاء السياسي مع السياسي، لأن المثقف في الأصل هو من يتخذ مواقفه عن علم وعن قناعة.

في نهاية اللقاء قدم الدكتور عكام للسفير الفرنسي السيد دوكلو هدية نسخة من القرآن الكريم ضمن علبة من الصناعات الحلبية وقال:

هذا الكتاب بالنسبة لنا هو مستندنا ومرجعنا، وعلى كل من أراد أن يتعرف علينا أن يرجع إلى هذا القرآن الكريم.

وقد عبر السفير الفرنسي عن سعادته بما سمع من الدكتور عكام، وقال: إن هذا الكلام العاقل نحتاجه جميعاً. وشكر له هديته القيّمة، مؤكداً حرصه على معاودة اللقاء، وتكرار الزيارة إلى حلب.

التعليقات

شاركنا بتعليق