آخر تحديث: الجمعة 19 إبريل 2024
عكام
ggggggggg


فتاوى شرعية / جريدة الجماهير

   
هل صحيح أن الإسلام انتشر بالسيف ؟

هل صحيح أن الإسلام انتشر بالسيف ؟

تاريخ الإضافة: 2000/01/01 | عدد المشاهدات: 1257
هل صحيح أن الإسلام انتشر بالسيف ؟


  الإجـابة
أشكرك يا أخي على سؤالك، وها أنا ذا أضع أمامك حقائق ومُسَلَّمات إسلامية وإني على يقين أن الجواب جلي عبر ومن خلال هذه الحقائق الإسلامية فاسمعها مني جزيت خيراً. أولاً: لقد وضع الإسلام قاعدة أساسية للحرية الدينية وأنا أعني ما أقول ألا وهي: ﴿لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي﴾ وقد ذكر المفسرون في سبب نزولها أن رجلاً من أهل المدينة دخل في الإسلام وكان له ولدان لم يسلما فجاء إلى النبي صلى الله عليه آله وسلم فقال: يا رسول الله هل يدخل بعضي في النار أي ولداه وأنا أنظر إليه، أي إلى ولدي، لذلك إني أريد أن أكرههما على الإسلام، فأنزل الله عز وجل: ﴿لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي﴾. ثانياً: حدد الإسلام منهج الدعوة فقال: ﴿ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن﴾. ثالثاً: كثيرة ووفيرة وغزيرة تلك الآيات القرآنية التي تتحدث عن الرحمة والرأفة والحب والتسامح والتعارف والتآلف والتضامن وحسبي أن أذكر الحصر في مهمة الرسول صلى الله عليه آله وسلم يوم قال ربه عنه: ﴿وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين﴾ وقلت تعليقاً على هذا -ترجم يا أخي هذه الآية- وأن الرسول محمد هو رحمة للعالمين هكذا قال مرسله وهكذا قال هو عن نفسه كما جاء في الحديث: (إنما أنا رحمة مهداة). رابعاً: الجهاد بالسيف لا يختص في الشريعة الإسلامية بل هو قائم وموجود بالشرائع السماوية السابقة كلها، وارجعوا إلى العهدين القديم والجديد فإنكم واجدون فيهما آيات تتحدث عن القتال بالسيف كما تحدث القرآن وربما أكثر فما معنى تخصيص الأمر بالإسلام. خامساً: حروب الإسلام إجمالاً حروب دفاع وامتناع فلينظر إليها بالتفصيل والتمحيص وانظروا وادرسوها. سادساً: الإسلام دعا إلى مقاتلة من اعتدى على المسلمين فقال القرآن الكريم: ﴿وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين﴾ وقال: ﴿وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون﴾ فإذا انتهوا عن طعنهم في الدين وعن مقاتلتكم فلا تقاتلوهم. سابعاً: إن محاربة – وهذه نقطة مهمة – السلطة بالقوة غير محاربة الفكرة بالقوة، القتال في الإسلام مقاتلون يواجهون مقاتلين، وفي عرف الإنسان وفي الأديان السابقة بين مقاتلين ومقاتلين وليس بين مقاتلين ومتكلمين وليس بين حاملي سيف وحاملي فكرة، لذلك إن محاربة السلطة بالقوة غير محاربة الفكرة بالقوة والإسلام لم يحتكم إلى السيف إلا في الأحوال التي أجمعت الشرائع الوضعية والسماوية على ضرورة تحكيم السيف فيها. ثامناً: الفتوحات الإسلامية لم تكن وسيلة الإسلام للظهور – الإسلام لم ينتشر بالفتوحات لأن الإسلام ظهر قبلها ولأن البلاد التي تضم اليوم أكثر مسلمي العالم لم يدخلها السيف ولم تقتحمها الجيوش الإسلامية، فأين انتشار الإسلام بالسيف ؟

التعليقات

شاركنا بتعليق