آخر تحديث: الأربعاء 17 إبريل 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
الإسلام والحرب

الإسلام والحرب

تاريخ الإضافة: 2003/01/10 | عدد المشاهدات: 3368

عطفت الحرب على الإسلام في العنوان ، لأن العطف يقتضي التغاير ، فليس ثمة تجانس بين الإسلام وبين الحرب ، ومن قال إن الإسلام يقر بالحرب أو يبتغيها فهو عن روح الإسلام في غفلة ، فما جاء الإسلام إلا ليعمم الإسلام في مختلف الاتجاهات والمسارات ، ودعا المؤمنين بالسلام المطلق الذي هو الله للدخول في ساحة السلام كافة ومن دون استثناء ، ووعد أتباعه الصادقين المخلصين بنعيم دار السلام في الآخرة جزاء على نشرهم الإسلام في الأرض .
وإني على يقين أن الحضارات تعتبر إيجاباً بسعة المسافات التي تنشر فيها السلام ، واتساع المسافات التي تقلص عنها الحرب وتدحرها منها ، وإنهاء الحرب صلح ، والصلح هو الخير والأفضل ، كما أعلن الدين الحنيف في كتابه الكريم .
وكلما أوقد أهل الفتنة نار الحرب فالله سيطفئها رغناً عنهم ، شريطة أن يكون رواد السلام على أهبة الاستعداد لممارسة بسط رداء السلم والسلام عبر القول المكين والفعل المتين .
ولئن كانت أمريكا اليوم تبغي إيقاد جذوة الحرب فإنا لها قائلون : ما هكذا تورد يا سعد الإبل ، ولا هكذا يعمل المتحضرون ، ولا تداوى احتمالات حرب شاملة بحرب أكيدة وعدوان لا يميز بين حامل السلاح ورافضه ، ونتابع القول لها متسائلين : هل عدلتِ عن الحضارة ؟! وهل سئمت قيادةً بالعلم والسلام حتى هممت بتغيير مقومات السيادة الجادة لتجعلي مكانها مقومات سيادة شراسة وغطرسة . كنا نتمنى - نحن الذين ننتمي لدين الإسلام أنَّى كان - أن تفكري في تعميق رسالة الأمان ، وتثبيت صمام ضمان سلام الإنسان ، وكنا نأمل لو أنك ردعت المعتدين من الصهاينة المجرمين في فلسطين ، لا لأنهم يهود وحاشا ، ولكن لأنهم من السعاة لإشعال نار الفتنة ، وما كلامي عنهم بخافٍ عن دائرة اطلاعاتك التي لا يخفى عليها شيء كما عَهدناها .
فيا كل الناس في كل مكان ! سارعوا إلى سلام ينبثق من مبادئكم وأمان تفرزه أديانكم ، قبل أن يأتي يوم لا يصدق فيه من يبقى من الناس بعد الحرب أن لا عيش للإنسان إلا بالاعتداء ، ولا شريعة تصلح للأرض إلا شريعة الغاب ، وحينها :

عوى الذئب فاستأنست إذ عوى

وصوَّت إنسانٌ فكدتُ أطيرُ

د. محمود عكام

10/1/2003

التعليقات

شاركنا بتعليق