آخر تحديث: الأربعاء 17 إبريل 2024
عكام
ggggggggg


فتاوى شرعية / جريدة الجماهير

   
كيف تناول القرآن الكريم انفعال الغضب, وكيف يمكن الحد منه

كيف تناول القرآن الكريم انفعال الغضب, وكيف يمكن الحد منه

تاريخ الإضافة: | عدد المشاهدات: 3141
كيف تناول القرآن الكريم انفعال الغضب, وكيف يمكن الحد منه ? وما المقصد والغاية من تغيير الوضعية في حالة الغضب كما ورد في الحديث الشريف ؟ الجواب: يتميّز القرآن الكريم في تعامله مع الانفعالات الإنسانية عامة، ومن بينها الغضب بالواقعية وبالضبط والتوجيه.


  الإجـابة
يتميّز القرآن الكريم في تعامله مع الانفعالات الإنسانية عامة، ومن بينها الغضب بالواقعية وبالضبط والتوجيه. أما الواقعية فهو اعترافه بها وتسليمه بوجودها: (ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح) الأعراف، (وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه) الأنبياء. وأما الضبط والتوجيه: فهو دعوة القرآن الكريم لتوظيف هذه الانفعالات بما يحفظ على الأنسان إنسانيته, بل وبما يعمقها فيه. وهذا التوجيه يتضمن تعديل مسار الانفعال من محض الاعتداء إلى خالص العدل أولاً (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم)البقرة, والإيغال في مسيرة ضبط الانفعال للوصول إلى مرتبة الإحسأن ثانياً: (وما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون. والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون) الشورى، (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) آل عمران. يتم هذا الضبط والتوجيه ضمن جو عام من الإعداد النفسي والسلوكي, مقرون بالوازع الإيماني والخلقي ومدعم بالمثال الإنساني الأنموذج المجسِّد لتعاليم القرآن وأهدافه ومقاصده, الذي قال واصفه: "لا تغضبه الدنيا وما كان لها, فإذا تعرض للحق لم يعرفه أحد، ولم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له, لا يغضب لنفسه, ولا ينتصر لها). أما بالنسبة للمقصد من تغيير الوضعية المأمور به في الحديث الشريف, فإنه من المقرر في علم النفس أن الغضب حالة عاطفية تتميز باستثارة حشوية - نسبة إلى الأحشاء - تستدعي تفريغاً حركياً مباشراً, وهذا ما نشاهده عندما يغضب شخص لعدم فتح الباب فيركله بقدمه أو يضربه بيده وهذه العاطفة تولد دافعاً للعداء يقترن بها غالباً, ويترجم على شكل سلوك عدائي - غالباً ما يكون حركياً - موجه نحو مصدر الغضب مسخّر لخدمة هذه العاطفة ومحقق لإرواء هذا الدافع, ومن هنا كان طلب النبي صلى الله عليه وآله وسلم بتغيير وضعية الغضبان من قيام إلى جلوس وبدعوته إلى الوضوء نوعاً راقياً من أنواع التفريغ الحركي والتنفيس الراقي للطاقة الفعالة في عاطفة الغضب, وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: "ألا أن الغضب جمرة توقد في جوف بن آدم, ألا ترون إلى حمرة عينيه وانتفاخ أوداجه ?! فإذا وجد أحدكم شيئاً من ذلك فالأرض الأرض, ألا أن خير الرجال من كان بطيء الغضب سريع الرضا, وشر الرجال من كان سريع الغضب بطيء الرضا", وقال صلى الله عليه وآله وسلم: "فإذا غضب أحدكم فليتوضأ".

التعليقات

شاركنا بتعليق