آخر تحديث: الإثنين 10 مارس 2025      
تابعنا على :  

كلمة الشـــهر

   
إلى أبناء الوطن الغالي من أتباع الديانة المسيحية بمناسبة عيد الميلاد

إلى أبناء الوطن الغالي من أتباع الديانة المسيحية بمناسبة عيد الميلاد

تاريخ الإضافة: 2003/12/25 | عدد المشاهدات: 4904

أيها الأعزاء : كل ميلاد وأنتم بخير ، وكل عام وأنتم بخير ، طبتم وطابت أفراحكم ، وها نحن أولاً نشارككم ونشاطركم ما أنتم فيه من حبور وسرور ، ونغتنمها فرصة لندعوكم وأنفسنا إلى وقفة ملؤها الوعي والمعرفة حيال وطننا الحبيب ، ولا سيما في هذا الوقت الصعب العصيب ، فكلنا في الهم شرق .
أيها المواطنون الكرام :
في كل محافلنا ومجالسنا ولقاءاتنا نحرص على الكلام عن الوحدة الوطنية في سورية ، كما نعمل جاهدين على إراءة الآخرين تجلياتها الرائعة وصيغها القويمة السليمة في رحاب بلدنا الكريم .
لكنني كعادتي في التوجه إلى تحديد المصطلحات ، ومن ثم الدعوة إلى تبنيها والتحقق بها ، أسائل نفسي عن جذور المعاني لمصطلح الوحدة الوطنية . وها أنذا أقدم بين أيديكم ما جَنَتْه قريحتي ، فهل أنتم موافقون ؟
إن الوحدة الوطنية ـ يا أعزائي ـ ثمرة تعايش متفاهم ، والتعايش المتفاهم له ثلاثة أركان :
أولها : أمان يُجَلِّيه احترام يرسله كل طرف في وطننا إلى الأطراف الأخرى .
وثانيها : معرفة كل منا الآخر معرفة موثقة محققة .
وثالثها : تعاون وتضامن على حماية البلد من كل مكروه ، ورعايته ليصل إلى تحقيق غاياته في العزة والرفعة والتطور والتقدم والأخلاق والسمو والطهارة والنظافة .
ويتوِّج هذه الأركان شعور بالمسؤولية عنها يتنامى باطِّراد ، فمن قصَّر في رعايتها فقد خان الله والدين والعقل ، ومن أحسن أداءها فهو المكرَّم عند الله وعند الناس ، في الدنيا والآخرة .
ولعل من المناسب هنا أن نؤكد على انتمائنا السوري وأنه رفعة وشرف ، وعلى انتمائنا العربي وأنه مساهمة في بناء الحضارة الإنسانية ، وعلى انتمائنا الإيماني بالله الواحد الأحد وأنه أهم عوامل اطمئناننا وأماننا ، وعلى حرية الانتماء الديني ، مع فتح باب الحوار البناء الهادف بين مختلف هاتيك الانتماءات والانتسابات .
اسمحوا لي إن أطلت في معايدتكم ، فما دفعني لهذا إلا لذة الحديث معكم .
طبتم مواطنين ، والمواطنة حصانة ، وطبتم جيراناً ، والجار مكرَّم ، وطبتم محاوِرين ومحاوَرين ، والحوار تقدير واحترام وطبتم معنا وطبنا معكم متضامنين متعاونين ، نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ، ولا نخاف في الدفاع عن مقدساتنا وأراضينا وديننا وعروبتنا لومة صهيوني آثم ، ولا أمريكي متصهين ، ولا متحالف مع الفساد غادر .
فاللهُ معنا ، وهو ناصرنا على أعداء الإنسان ، وكل عام وكلنا في وطننا ـ بدءً من أعلى قمة الهرم وانتهاء بأصغر خلية في قاعدته ـ بألف أمان وخير .
وأملنا لا يغادر الوعد الإلهي في القرآن الكريم : ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ) .

25/12/2003
الدكتور محمود عكام
عشية عيد الميلاد 2003

التعليقات

شاركنا بتعليق