آخر تحديث: الثلاثاء 23 إبريل 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
إلى أبناء الوطن الغالي من أتباع الديانة المسيحية بمناسبة عيد الميلاد

إلى أبناء الوطن الغالي من أتباع الديانة المسيحية بمناسبة عيد الميلاد

تاريخ الإضافة: 2003/12/25 | عدد المشاهدات: 4645

أيها الأعزاء : كل ميلاد وأنتم بخير ، وكل عام وأنتم بخير ، طبتم وطابت أفراحكم ، وها نحن أولاً نشارككم ونشاطركم ما أنتم فيه من حبور وسرور ، ونغتنمها فرصة لندعوكم وأنفسنا إلى وقفة ملؤها الوعي والمعرفة حيال وطننا الحبيب ، ولا سيما في هذا الوقت الصعب العصيب ، فكلنا في الهم شرق .
أيها المواطنون الكرام :
في كل محافلنا ومجالسنا ولقاءاتنا نحرص على الكلام عن الوحدة الوطنية في سورية ، كما نعمل جاهدين على إراءة الآخرين تجلياتها الرائعة وصيغها القويمة السليمة في رحاب بلدنا الكريم .
لكنني كعادتي في التوجه إلى تحديد المصطلحات ، ومن ثم الدعوة إلى تبنيها والتحقق بها ، أسائل نفسي عن جذور المعاني لمصطلح الوحدة الوطنية . وها أنذا أقدم بين أيديكم ما جَنَتْه قريحتي ، فهل أنتم موافقون ؟
إن الوحدة الوطنية ـ يا أعزائي ـ ثمرة تعايش متفاهم ، والتعايش المتفاهم له ثلاثة أركان :
أولها : أمان يُجَلِّيه احترام يرسله كل طرف في وطننا إلى الأطراف الأخرى .
وثانيها : معرفة كل منا الآخر معرفة موثقة محققة .
وثالثها : تعاون وتضامن على حماية البلد من كل مكروه ، ورعايته ليصل إلى تحقيق غاياته في العزة والرفعة والتطور والتقدم والأخلاق والسمو والطهارة والنظافة .
ويتوِّج هذه الأركان شعور بالمسؤولية عنها يتنامى باطِّراد ، فمن قصَّر في رعايتها فقد خان الله والدين والعقل ، ومن أحسن أداءها فهو المكرَّم عند الله وعند الناس ، في الدنيا والآخرة .
ولعل من المناسب هنا أن نؤكد على انتمائنا السوري وأنه رفعة وشرف ، وعلى انتمائنا العربي وأنه مساهمة في بناء الحضارة الإنسانية ، وعلى انتمائنا الإيماني بالله الواحد الأحد وأنه أهم عوامل اطمئناننا وأماننا ، وعلى حرية الانتماء الديني ، مع فتح باب الحوار البناء الهادف بين مختلف هاتيك الانتماءات والانتسابات .
اسمحوا لي إن أطلت في معايدتكم ، فما دفعني لهذا إلا لذة الحديث معكم .
طبتم مواطنين ، والمواطنة حصانة ، وطبتم جيراناً ، والجار مكرَّم ، وطبتم محاوِرين ومحاوَرين ، والحوار تقدير واحترام وطبتم معنا وطبنا معكم متضامنين متعاونين ، نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ، ولا نخاف في الدفاع عن مقدساتنا وأراضينا وديننا وعروبتنا لومة صهيوني آثم ، ولا أمريكي متصهين ، ولا متحالف مع الفساد غادر .
فاللهُ معنا ، وهو ناصرنا على أعداء الإنسان ، وكل عام وكلنا في وطننا ـ بدءً من أعلى قمة الهرم وانتهاء بأصغر خلية في قاعدته ـ بألف أمان وخير .
وأملنا لا يغادر الوعد الإلهي في القرآن الكريم : ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ) .

25/12/2003
الدكتور محمود عكام
عشية عيد الميلاد 2003

التعليقات

شاركنا بتعليق