أيها المواطنون الأعزاء ، أيها
المحتفلون بذكرى ميلاد سيدنا عيسى عليه السلام ، وبعيد رأس السنة الميلادية من
أتباع الديانة المسيحية .
أكرر مناداتي وندائي لكم بيا أيها الجيران المكرّمون ، ويا أيها المتساكنون
والمتعايشون معنا ، يا مَنْ نتقاسم معهم الغنم الذي يمنحنا إياه الوطن ، وكذلك
الغرم الذي يفرزه واجب الوطن علينا .
كل عام وأنتم بخير ، وكل ذكرى تمر عليكم وعلينا ونحن جميعاً بألف خير .
لا أريد أن أحول التهنئة إلى حزن وألم من خلال استعراض ما يجري في منطقتنا من
حروب ظالمة مستعدية ، وإمعان من دول كبرى آثمةٌ حكوماتها في تعميم عولمة
العنصرية الجائرة والنازية الجديدة القاهرة ، والانتهاكات لحقوق الإنسان
السافرة . فكلنا يرى الأمر جلياً على شاشات التلفاز ، ويسمع عبر الإذاعات ،
ويقرأ في الصحف والمجلات .
لا ، لا أريد في المعايدة أن أعزّي حتى لا يطغى الألم على الأمل ، ولا أبغي
تحويل الفرحة التي ترسمها الأعياد على وجوه الأطفال إلى تَرَحٍ يسدل ستاره
الكئيب على هاتيك الملامح البريئة النضرة .
وسأتابع تهنئتكم أيها المواطنون المسيحيون على اختلاف مذاهبكم وتنوع انتماءاتكم
الدينية الداخلية ، وها أنذا أشد على أيديكم لنعمل معاً بصدق وإخلاص وأمانة من
أجل الإنسان فنخدمه ، ومن أجل الوطن فنحميه ، ومن أجل الديّان فنرضيه ، ومن أجل
الفريضة فننشرها ، ومن أجل الرذيلة فنمحوها ، ومن أجل أهل الشر والفساد مَنْ
كانوا فندحرهم .
وإني على يقين أننا إن فعلنا ذلك فسنكتب في سجل الوفاء . وسنكون لمن بعدنا من
الأجيال قدوة ومثلاً في العطاء .
دمتم ودمنا ودام الوطن ، ودامت بيننا أقرب مودة ، وصدق الله العظيم : ( لتجد
أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين
آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لايستكبرون )
المائدة : 82 .
د . محمود عكام
عشية
عيد الميلاد 2004
التعليقات