فضيلة الشيخ سمعت من أحد الشيوخ مرة عبارة "الطلاق البدعي" فماذا تعني ? أرجو التوضيح وبيان حكم الإسلام في هذا الطلاق، وألف شكر لكم.
الإجـابة
الأحد: 12/8/2007
الطلاق البدعي هو الطلاق المخالف للمشروع كأن يطلقها ثلاثاً بكلمة واحدة، أو يطلقها ثلاث طلقات متفرقات في مجلس واحد, أو يطلقها في حيض أو نفاس أو في طهر عاشرها فيه.
وأجمع العلماء على أن الطلاق البدعي حرام وأن فاعله آثم. ولكنهم اختلفوا في وقوعه:
1- فذهب جمهور العلماء الى أنه يقع واستدلوا: بأن الطلاق البدعي مندرج تحت الآيات العامة التي تناولت الطلاق وتحدثت عنه بتصريح ابن عمر رضي الله عنهما لما طلق امرأته وهي حائض وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بمراجعتها بأنها حسبت تلك الطلقة.
2- وذهب بعض العلماء ونذكر منهم: عبد الله بن عمر من الصحابة وسعيد بن المسيب وطاووس وأبو قلابة وابن علية من التابعين, والإمام عقيل من أئمة الحنابلة وأئمة أهل البيت, والظاهرية, والإمام أحمد بن حنبل في أحد أقواله وابن تيمية وابن القيم, كل هؤلاء ذهبوا الى أن الطلاق البدعي المشار إليه آنفاً لا يقع, واستدلوا: بقول الله عز وجل: (فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة), وقد أجمع المفسرون على أن الآية تعني: طلقوهن مستقبلات العدة وأيام العدة وهذا لا يكون إلا في طهر ليس فيه معاشرة. ثم إن الطلاق البدعي مخالف لما شرعه الله عز وجل في كتابه ولما بينّه رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته, فكيف نرتب عليه نفس الأثر الذي نرتبه على الطلاق المشروع. (ومن عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردّ) كما جاء عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم .
وأما الحديث الذي احتج به جمهور العلماء (مره فليراجعها) ففي سنده مجاهيل ولا يحتج به. وهناك رواية أقوى تدعم رأي من يقول بعدم وقوع الطلاق البدعي فقد أخرج أحمد وأبو داود والنسائي أن ابن عمر رضي الله عنهما طلق امرأته وهي حائض فردّها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يرها شيئاً".
والحمد لله على أن ثمة أقوالاً متعددة في هذا الدين الحنيف، فذاك دليل ثرائه وغناه وصلاحيته لأزمنة قادمة وأمكنة مختلفة.
التعليقات