آخر تحديث: الأربعاء 27 مارس 2024
عكام


لطيفة قرآنيــــة

   
أحكام صدقة الفطر

أحكام صدقة الفطر

تاريخ الإضافة: 2007/10/05 | عدد المشاهدات: 6806

سنتحدث اليوم بشيء من الاختصار عن زكاة الفطر، وآمل من الإخوة جميعاً أن يكونوا على بينة من أمرهم فيما يتعلق بزكاة الفطر:

1- حكمها: هي فرض على كل مسلم، عند المالكية والشافعية والحنابلة. أما عند الحنفية فهي واجبة، والواجب عند الحنفية هو بنسبة الفرض عند الأئمة الثلاثة، فالواجب والفرض ليسا سنة، وإنما هما أعلى من السنة.

لذلك لما قلت على المنبر: ستكون اللطيفة اليوم عن زكاة الفطر، فهذا لأنني سأتكلم عن فرض أو واجب، لا يمكن للإنسان أن يهمله أو أن يتركه، فمن تركه عُوقب، أما السنة فمن تركها لم يعاقب. لذلك نحن عندما نتحدث عن زكاة الفطر فإنما نتحدث عن فرض أو واجب.

فزكاة الفطر تجب على الإنسان المسلم، عن نفسه وعمّن يعول إن كان الذي يعوله صغيراً أو كبيراً، ذكراً أو أنثى، عبداً أو حراً.

2- الحكمة في مشروعيتها: لزكاة الفطر حكمتان:

الحكمة الأولى: طهرة للصائم: قال وكيع ابن الجراح: زكاة الفطر للصيام كسجدة السّهو للصلاة.

 من أين أخذ هذا المعنى ؟ أخذه من حديث ابن عباس الذي قال فيه: (فرض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم زكاة الفطر طُهرةٌ للصائم من اللغو الرفث... ).

فإذا أصاب صيامك خلل: لغوتَ، رفثت، تكلمت، نظرت...الخ، تأتي زكاة الفطر من أجل أن تجعل صيامك مُطهّراً من الآثام التي حفّت به أثناء الشهر.

ولعل من حِكم السنن: أنها متممة للفرض، فأمر العبادة مبني على الاحتياط. وتأتي السنة لترمم الفرض إن وقع فيه نقص. فنحن غالباً لا نؤدي الفرض على الشكل المطلوب، لذلك نحن بحاجة إلى السنة لترمم لنا هذا الفرض.

مثلاً: من فرائض الوضوء: غسل الوجه، فعندما تغسل وجهك، يمكن أن لا تغسله بشكل كامل حول الأنف والفم، فتأتي السنة وهي: المضمضة والاستنشاق، لترمم فرض غسل الوجه إن أصابه نقص، فالسنة هي من أجل أن تحتاط في غسل الوجه.     

الحكمة الثانية: طعمة للمسكين: وكما روي في حديث ابن عباس: (فرض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو الرفث وطعمة للمساكين)، أي من أجل إغناء الفقراء والمساكين عن المسألة في هذا اليوم، لأن الله عز وجل أراد من المسلمين في هذا اليوم أن يكونوا: متعاونين، متحابين، متضامنين، وأن يكون الجميع مسروراً، وأن يكون الجميع مأمناً غذائياً وأمنياً وسرورياً وسعادة و... الخ.

3- على مَنْ تجب: في المذهب الحنفي: تجب على كل مَنْ تجب عليه الزكاة، أي على مَنْ ملك نصاب الزكاة وهو قيمة/90غ/ من الذهب.

أما في المذاهب الأخرى فتجب على كل من ملك الزكاة (زكاة الفطر)، فاضلةً عن حوائجه الأصلية، ومن هنا أحب أن أقول للناس: إذا ملكت زكاة الفطر، وهي فاضلة عن حوائجك ولباسك وطعامك وشرابك... فادفعها، ولذلك قالوا في زكاة الفطر: يدفع الإنسان ويأخذ.

4- ما مقدارها: مقدارها في المذهب الحنفي: نصف صاع من القمح، أو صاع من شعير أو تمر أو زبيب.

أما في المذاهب الأخرى فمقدارها: صاع من قمح أو شعير أو تمر أو زبيب أومن غالب قوت أهل البلد: كالرز مثلاً.

لكن اختلفوا في مقدار الصاع:

فالصاع الحنفي يساوي تقريباً:/3,300/ كغ، أما الصاع الشافعي فيساوي: /200،2/كغ، ولكن لنعتمد الآن على الصاع الحنفي، لأنه أكثر وهو أنفع للفقير.

إذاً الصاع الحنفي يساوي تقريباً: /3,300/ كغ، ونحن نعتبرها ثلاثة كيلوغرام ونصف احتياطاً، فقيمة: ثلاثة كيلوغرام ونصف من القمح تساوي حوالي: 75 ليرة سورية، وكذلك بإمكاننا أن نحسبها على الشعير أو التمر أو الزبيب أو الأرز.

ولكن لنفرض أن الحدّ الأدنى هو: 75 ليرة سورية، ومن باب المصالحة نعتبرها: 100 ليرة سورية.

هل تجب زكاة الفطر عن الجنين ؟

الجواب: أنا قرأت في كتب الأئمة الأربعة، فلم أجد أحد قد قال: أن زكاة الفطر تجب على الجنين، إلا الإمام أحمد قال: استحبَّها ولم يوجبها، أما في المذهب الظاهري فهي واجبة على الجنين.

ونحن من باب الاحتياط نقول لمن كانت زوجته حامل عليك أن تدفع عن الجنين، واعتبرها فرحة وبركة لهذا الجنين، وأسأل الله عز وجل أن يضاعفها لك.

إذاً: مقدار زكاة الفطر: 100 ليرة سورية مصالحة، ثم بعد ذلك ﴿فمن تطوع خيراً فهو خير له﴾.

ونقول للإنسان الذي يكون في حالة مادية جيدة: الحد الأدنى مئة ليرة، ولكن إن دفعت: 500 ليرة، أو ألف ليرة عن كل شخص، فهذا أفضل، وأفضل بكثير جداً.

أخيراً وليس آخراً:

أتمنى أن نوظف زكاة الفطر توظيفاً جيداً، بمعنى: أن نجمع صدقة الفطر على مستوى العائلة الكبيرة، أو الدائرة، أو النقابة، أو الحارة، فعندما نجمعها ونعطيها لفقير، فإنها ستفي بالغرض، وستسدُّ خللاً كبيراً ، أما عندما تُدفع بشكل مبعثر، فإنها لن تسدَّ شيئاً ولا تكفي حوائج هذا الفقير، وهذا من باب النصيحة طبعاً.

وأتمنى، كما تحدثت منذ أكثر من عشرين سنة، أن نشكل في يومٍ من الأيام في حلب صندوقاً نسميه: (صندوق زكاة الفطر)، نجمع فيه زكاة الفطر في حلب كلها، ونوزعها، ويمكن إن جمعنا زكاة الفطر في حلب كلها نستطيع أن نجمع: 200 مليون أو: 300 مليون ليرة سورية، وعند ذلك سوف تغطي كل الفقراء أو المرضى في حلب، أوعلى الأقل في أيام العيد، وفي أيام شهر رمضان المبارك.

أسأل الله عز وجل أن يوفقنا من أجل أن نؤدي ما علينا من حقوق، إن ربنا سميع الدعاء، وكل عام وأنتم بخير.

ألقيت بتاريخ: 5/10/2007

 

التعليقات

ابن العراق

تاريخ :2007/10/11

جزاك الله كل خير يا شيخ

موزة

تاريخ :2007/11/04

لم تقدم لنا المقدار الحقيقي

شاركنا بتعليق