آخر تحديث: الثلاثاء 23 إبريل 2024
عكام
ggggggggg


فتاوى شرعية / جريدة الجماهير

   
اليسر في الإسلام، وحكم التشدد في القول والعمل

اليسر في الإسلام، وحكم التشدد في القول والعمل

تاريخ الإضافة: 2007/10/18 | عدد المشاهدات: 3281
حدثنا يا شيخنا عن اليسر في الإسلام، حتى أبين لولدي المتدين المتشدد في قوله وعمله وعلاقاته مع من حوله ما يجب أن يكون عليه المسلم وفق ما دعاه إليه القرآن الكريم والسنة الشريفة، وشكراً.


  الإجـابة
الخميس: 18/10/2007 أيها الأخ السائل: لقد أنزل الله جل شأنه هذا الدين على عباده تيسيراً في الأصل, وأمرهم باتباعه على أساسٍ من تيسير وسَعة وعدم تشدد، ورفض تعنت، ومجافاة لقسوة وغلظة. فما بالنا - اليوم - نُصِرُّ على التشدد سلوكاً وعنواناً, وعلى التعنت توصيفاً ومنهجاً ؟! لقد قال الله تعالى في القرآن الكريم: (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)، وقال: (وما جعل عليكم في الدين من حرج)، وقال: (يريد الله أن يخفف عنكم), وقال: (فاتقوا الله ما استطعتم). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مخاطباً أمته: (إن هذا الدين يسر، ولن يُشادَّ الدينَ أحدٌ إلا غلبه, فسدّدوا وقاربوا وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة، وشيءٍ من الدلجة) رواه البخاري. وقال: (القصدَ القصد تبلغوا) رواه البخاري. والقصد هو التوسط واليسر. وقال: (اكلفوا من الأعمال ما تطيقون) رواه البخاري. أي كلفوا أنفسكم الأعمال التي تستطيعونها, وتقدرون على القيام بها بيسر, ولا تشددوا. وقال مخاطباً المتشددين والمبالغين: (إن المُنبَتَّ لا أرضاً قطع، ولا ظهراً أبقى) ذكره ابن حجر في الفتح. والمنبت هو ذاك الذي يتشدد ويبالغ ويحكي الدين قسوة وشدة ومغالاة. وكان صلى الله عليه وسلم يردد دائماً: (أحب الدين الى الله الحنيفية السمحة) رواه البخاري تعليقاً. كما يردد صلى الله عليه وسلم: (خير دينكم أيسره) ذكره ابن حجر في الفتح. ولهذا قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: (ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما, ما لم يكن إثماً, فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه) رواه البخاري. فيا أمةَ محمد، ويا علماء الدين من أمة محمد, ويا دعاة الدين: يسّروا ولا تعسروا, وبشروا ولا تنفروا, وارحموا ولا تقسوا, واعلموا أن خير الدين أيسره, فجانبوا العسر، وقدموا للناس دينكم ديناً رحموياً يجد فيه الإنسان راحته وطمأنينته واستقراره, وإلا فلا تلوموا مَن أعرض، ولكن لوموا أنفسكم فقد أخطأتم الطريق. فالفقه، يا سادة، رخصةٌ من عالم, فهل من مجيب ?!

التعليقات

شاركنا بتعليق