آخر تحديث: الثلاثاء 23 إبريل 2024
عكام


نــــــــــــدوات

   
ندوة المصارف الإسلامية

ندوة المصارف الإسلامية

تاريخ الإضافة: 2007/11/11 | عدد المشاهدات: 3007

تحت عنوان: "المصارف الإسلامية: تجربة رائدة وخدمات ومنتجات إسلامية" أقام بنك سورية الدولي ندوة مصرفية بهدف التعريف بمفاهيم العمل المصرفي الإسلامي في المركز الثقافي العربي بحلب، بتاريخ: 11/ 11/ 2007. شارك فيها كل من:

سماحة الدكتور الشيخ محمود عكام

الدكتور عبد الستار أبو غدة

الأستاذ عبد القادر الدويك

وقد قدم الدكتور الشيخ محمود عكام ورقة بعنوان: (وأحل الله البيع وحرم الربا)، قال فيها:

1- احذروا الربا:

الربا سلوكٌ استغلالي، ترفضه الفطرة، وتأباه الأديان، وتلفظه الحضارات الإنسانية، فما ثمةَ دين أو حضارة أو مجتمع قَبِله أو تبناه، وهو إذ تعامل به في فترة ما فإنه كان ينظر إلى كسبه على أنه خبيث وغير طيب، فقد نادى منادي الجاهلية حينما قررت قريش بناء الكعبة قبل البعثة النبوية بخمس سنوات: "يا معشر قريش، لا تُدخلوا في بنائها من كسبكم إلا طيباً. لا يدخل فيه مهر بَغي، ولا بيع ربا، ولا مظلمة أحد من الناس" وها هو ذا الإسلام يختم مصدقاً على ذلك فيقول كتابه الكريم: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين. فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله) ويعلِّق - وبصراحة - الحكم عليه بالمنع والحرمة فيقول: (وأحل الله البيع وحرم الربا) بل إن الحرمة تطول مباشرة ومن هو له معين ومساعد، وقد جاء في الحديث الشريف: عن جابر رضي الله عنه قال: "لعن رسول الله آكلَ الربا، وكاتبه، وموكله، وشاهديه، وقال: هم سواء".

ولعل من الحكمة في تحريم هذه الفعلة حجبها الاستثمار في المشروعات المفيدة ولا سيما الصغيرة منها، وتسببها في غلاء الأسعار وزيادة حجم البطالة، وتوسيع شهوة الاستهلاك فيغدون أساراها.

وليعلم الناس - في النهاية - أن الربا يُكرِّس رأس المال في أيدي فئة قليلة من الناس يتداولونه باستئثار واحتكار.

وقد جدَّت الشريعة الإسلامية في دعوة الناس عامة والمسلمين خاصة إلى اتخاذ سُبلٍ وقائية تُضيق الخناق على "الربا"، فلا هي تبرز ولا تتبدى حاجة الناس إليها.

2- سبل الوقاية، وهي:

أ- تقوية وتفعيل الإيمان بالله المؤدّي إلى الاستجابة الواعية والامتثال لأوامره، والابتعاد والكفّ عن نواهيه، فقد قال تعالى: (إنما كان قولَ المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون) فإذا ما خالف المؤمن وارتكب المحظور، فإنه مدعو إلى التوبة والأوبة بسرعة وباب القبول مفتوح، قال تعالى: (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون).

ب- الحضّ الأكيد على اتقاء الشبهات ومجانبتها، وحسبي هنا أن أذكر حديثاً نبوياً يكون رفيق القلوب وصديق العقول، فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: "فمن ترك ما شُبِّه عليه من الإثم كان لما استبان أترك، ومن اجترأ على ما يَشكُّ فيه من الإثم أوشك أن يواقع ما استبان".

ج- تحذيرٌ شديدٌ من سلوك مسار الحيل: فليس ذلك من طبيعة المؤمن العاقل، فيا أيها المسلمون إياكم والحيل فإنها طريق الحرام، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم منبهاً: "لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود، فتستحلوا محارم الله بأدنى الحيل"، والذي ارتكبته اليهود هو "الحيل" والوصولية على حساب الدين والمبدأ والإنسانية.

فمن الحيل: تسمية الممنوع بغير اسمه، وكلنا يعلم أن العبرة بما أُضمر لا بما أُظهر، والعبرة في العقود للمقاصد والمعاني لا للألفاظ والمباني، ومن الحيل التفافٌ على الممنوع كما التفَّ أصحاب السبت على منعهم الله تعالى الصيد يوم السبت، فرموا الشِّباك يوم الجمعة ورفعوها يوم الأحد، قال تعالى واصفهم: (ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين).

د-بذل الجهد من أجل ألا يكون المال دُولة بين فئة محدودة قليلة من الناس، وذلك: بتوسيع نطاق الملاك العامة، ومتابعة الناس متابعة حثيثة في تنفيذ فريضة الزكاة ونوافل الصدقات، والتأكيد على حسن القيام فيما يتعلق بتوزيع التركات وأن يكون وفق النظام الإسلامي.

وكان بودِّي الاستفاضة في كل مفردة سالفة الذكر، غير أن بُحيثنا الموجز لا يتحمل باعتباره مدخلاً ومقدمة علمية إيمانية لحديث مفصّل نظراً وتطبيقاً عن مصارف لا ربوية سعت إلى ارتداء ثوب الشريعة في مسارها ومسيرتها، وما بنك سورية الدولي الإسلامي إلا واحداً منها وهو رائدها في هذه المدينة حلب المحروسة.

ونأمل من هذه المصارف إعادة زرع بذرة القرض الحسن في علاقاتنا ومعاملاتنا، ولا سيما بعد أن ذبل ويبس وانقرض، وحسبه المسلمون درساً أخلاقياً في كتبهم ودروسهم فقط ولم يدانوه في عملهم وواقعهم وحياتهم، فـ "من نفّس – يا ناس – عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كُربة من كرب يوم القيامة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه".

وفي النهاية: لن ننسى مناشدة الدولة والمسؤولين الاقتصاديين في أن يعملوا جميعاً وبحزمٍ وفهمٍ على إلغاء مبدأ الربا وإزالته بطرق علمية وقانونية وإنسانية، لا لأن ذلك مطلب إسلامي بل لأنه مطلب إنساني، وقد ألمحنا في البدء رفض الفطرة لهذا السلوك "الربا" الاستغلالي الاحتكاري.

كما أتوجه مناشداً أيضاً الباحثين الاقتصاديين من أجل تعميق الدراسة والبحث في قضية الربا على المستوى الإنساني "الانتربولوجي" فليس الأمر - عندنا - إسلاماً أو لا إسلام، بل هو إنسان أو لا إنسان. وما كان الإسلام - في رأيي - لينفكَّ عن الإنسان رعايةً وعنايةً ورحمةً وبناءً وخيراً: (يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك).

الشكر الجزيل للبنك الذي دعانا، بنك سورية الدولي الإسلامي ممثلاً بالسيد عبد القادر الدّويك مديره العام، وللبحاثة الأستاذ الدكتور عبد الستار أبو غدة رئيس هيئة الرقابة الشرعية في البنك، وللسيد محمد أبو فرحة مدير فرع حلب.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

التعليقات

سائل

تاريخ :2007/11/13

وين المحاضرة حتى الأن

محمد/الإمارات

تاريخ :2007/11/17

مع كل الشكر لفضيلة الدكتور على هذه المحاضرة القيمة التي أفدنا منها الكثير فيما يتعلق بالمصارف الاسلامية والتعامل معها وانا أستغرب من سؤال الأخ السائل عن المحاضرة فكيف قرأها في هذه الصفحة عبر الورقة التي قدمها فضيلة الدكتور للندوة ثم يسأل عنها؟؟

سائل

تاريخ :2007/11/22

كنت أسأل عن المحاضرة قبل تنزيلها وما ذلك السؤال إلا لتلهفي لقراءة محاضرة أستاذنا الدكتور حول هذا الموضوع الشائك،والآن وقد قرأتها ورأيت فيها كل الإجابات الشافية عن ذلك الموضوع أقول جزى الله فضيلة الدكتور خيراً فقد قدم فيها ما نطلبه حول المصارف الإسلامية وموضوع الربا..

شاركنا بتعليق