آخر تحديث: الأربعاء 17 إبريل 2024
عكام
ggggggggg


فتاوى شرعية / جريدة الجماهير

   
مشروعية الحرب في الإسلام

مشروعية الحرب في الإسلام

تاريخ الإضافة: 2008/04/06 | عدد المشاهدات: 1512
أريد أن أستفسر عن الحرب في الإسلام ومتى تشرع ? وكيف ? ولماذا ? ولكم منا الشكر والتقدير.


  الإجـابة
الأحد: 6/4/2008 الأصل - يا سائلي - هو السلام، والحرب هي الاستثناء، فلا مسوغ لهذه الحرب في نظر الإسلام مهما كانت الظروف، إلا في إحدى حالتين: الحالة الاولى: حالة الدفاع عن النفس والعرض والمال والوطن عند الاعتداء: قال تعالى: (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين) وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد" رواه أبو داوود والترمذي والنسائي... ويقول الله سبحانه وتعالى: (وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا). الحالة الثانية: حالة الدفاع عن الدعوة إلى الله إذا وقف أحد في سبيلها بتعذيب وتشريد من آمن بها، أو بصدّ بالقوة من أراد الدخول فيها أو منع الداعي بالقوة من تبليغها, قال تعالى: (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين) إذاً: مسوغ الحرب منع فتنة المؤمنين والمؤمنات بترك إيذائهم, وتركهم وحريتهم في ممارسة عبادة الله وإقامة دينهم وهم آمنون على أنفسهم من كل عدوان واعتداء، قال تعالى: (فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلاً)، وقال تعالى: (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم. وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله) ففي هذه الآية أمر بالجنوح إلى السلم إذا جنح العدو لها وإليها حتى ولو كان جنوحه خداعاً ومكراً. وقد كانت حروب الرسول صلى الله عليه وسلم كلها دفاعاً ليس فيها شيء من العدوان، قال تعالى: (ألا تقاتلون قوماً نكثوا أيمانهم وهموا بإخراج الرسول وهم بدؤوكم أول مرة)، وقال: (وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة)، وما قتال النبي صلى الله عليه وسلم اليهود إلا لأنهم نقضوا العهد وخانوا الميثاق, وقد مر النبي على امرأة مقتولة فقال: "ما كانت هذه لتقاتل" فعلم من هذا أن العلة في تحريم قتلها أنها لم تكن تقاتل مع المقاتلين، وكانت مقاتلتهم لنا هي سبب مقاتلتنا لهم، ولم يكن الكفر وحده هو السبب, كما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل الرهبان والصبيان لنفس السبب الذي نهى من أجله عن قتل المرأة. وأخيراً فإن الإسلام لم يجعل الإكراه وسيلة من وسائل الدخول في الدين، بل جعل وسيلة ذلك استعمال العقل وإعمال الفكر، قال تعالى: (ولو شاء ربك لآمن من في الارض كلهم جميعاً أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين) فالإسلام - إذاً - لم يأذن بالحرب إلا منعاً للعدوان وحماية للدعوة ومنعاً للاضطهاد وكفالة لحرية التدين وممارسة المعتقد.

التعليقات

شاركنا بتعليق