آخر تحديث: الأربعاء 27 مارس 2024
عكام


أخبار صحـفيـة

   
حماية البيئة ورعايتها.. متأصلة في الفكر الإسلامي/ موقع ealeppo

حماية البيئة ورعايتها.. متأصلة في الفكر الإسلامي/ موقع ealeppo

تاريخ الإضافة: 2008/11/20 | عدد المشاهدات: 4334

حماية البيئة ورعايتها من المنظور الإسلامي

"البيئة أمانة وصلتنا من خالقنا نقية صافية رائعة نظيفة، ومهمة الإنسان تكمن في الحفاظ عليها لتبقى وعاءً مسعداً للإنسان حتى يحقق غاياته الخيرة التي خُلق من أجلها، فإن شوَّهناها عاد الأثر الضار علينا وعلى كل بني جنسنا فارتددنا أسفل سافلين".

بهذه الكلمات بدأ الدكتور"محمود عكام" مفتي "حلب" حديثه عن حماية البيئة ورعايتها من المنظور الإسلامي، وذلك في حوار "esyria" لسماحته في 20/11/2008 وأضاف:

"قرأت القرآنَ الكريم منذ أكثر من ثلاث سنوات، والحديثَ الشريف بغية استخراج ما جاء في هذا الكتاب الكريم باعتباري مختصاً في الشؤون الإسلامية، وذلك لتكوين منظومة فكرية عن البيئة عبر هذين المصدرين القرآن الكريم والسنة الشريفة، قال تعالى: (هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها) وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الله نظيفٌ يحب النظافة"، وقال "علي" رضي الله عنه في رسالة وجهها إلى واليه في مصر قال له: "ليكن نظرك في عمارة الأرض أبلغ من نظرك في استجلاب الخَرَاج، فمن طلب الخراج من غير عمارة أخرب البلاد وأهلك العباد، وإن أكثر من سبعمائة آية قرآنية تناولت البيئة ومكوناتها".

وجواباً على سؤال عن الملامح العامة المستخلصة من القرآن الكريم التي تتعلق بالبيئة ؟ قال سماحته: "هنالك قواعد عدة منها: ربوبية الله عز وجل للبيئة فهو خالقها ومالكها وقيُّومها، فقد خلق الله الإنسان من مكونات هذه البيئة واستخلفه على البيئة الطبيعية ليفيد منها، قال تعالى: (ولقد مكَّناكم في الأرض وجعلنا لكم فيها معايش). أيضاً حذر القرآن الإنسان من فعل ما يؤدي إلى الإفساد والإسراف والتغيير في مكونات البيئة الطبيعية، قال تعالى: (كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فساداً والله لا يحب المفسدين) والفساد تلوثٌ بكل أنواعه وإسرافٌ وتغيير في طبيعة مكونات الطبيعة وكل ذلك مرفوضٌ مرفوض".

ولما سألناه عن البيئة في منظور السنة النبوية ؟ قال سماحته: "الرفق بالحيوان في الحديث الشريف يدل على رعاية للبيئة، والحيوان أحد مكونات هذه البيئة، وبالتالي عندما نتحدث عن الرفق بالحيوان نتحدث عن حفاظٍ على البيئة وعن توازن للبيئة وعن رعاية للبيئة، وحفظنا يوم كنا صغاراً حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيه: "دخلت امرأة النار في هرة حبستها فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت"، أيضاً الماء نعمة كبرى فلنرعَها أصلاً ووصفاً حسناً: فلا إسراف، لأن الإسراف في استخدام الماء واستعماله حرامٌ حرام، ولا تلويثَ لأن الثلويث للماء رذيلةٌ وجريمة، وقول صلى الله عليه وسلم: "إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء" حتى لا يلوثه. خاف النبي على الماء من نَفَس أحدنا فقد يكون في نفس أحدنا شيء يضر هذا الماء عندما يشربه آخر، وحماية المرافق العامة والعناية بها مطلب إنساني، يقول صلى الله عليه وسلم: "بينما رجلٌ يمشي في طريق إذ وجد غصن شوكٍ فأخَّره فشكر الله له فغفر له" وتكلم النبي صلى الله عليه وسلم عن النظافة بشكل عام والصحة العامة. أما الطعام والشراب وضرورة العناية بهما وتعاليهما عن التلويث فقد جاء في ذلك أحاديث كثيرة ووفيرة".

وفي نهاية الحوار طلبنا من سماحته كلمة ختامية عن واقع البيئة في وقتنا الراهن، فقال سماحته جواباً على ذلك:

"أتمنى أن تكون البيئة في كل مستلزماتها موضوع مادة تُدرَّس في صفوف مدارسنا في التعليم الأساسي، في مدارسنا الإعدادية، وفي الثانوية، أرجو أن يكون الأمر جِداً، وأن يكون الأمر فعلاً على غايةٍ من الأهمية التي نسعى إلى تحقيقه في بلدنا، وإذا أراد أحدٌ منا أن يتقدم إلى ربه عز وجل فلينظر نظرة رحمةٍ وعدلٍ وإحسان إلى البيئة التي تكتنفه إلى مكونات هذه البيئة وليحرص على أن يكون خادماً لهذه البيئة التي إن لم يكن وفياً لها فسيحصد بعد ذلك خسراناً يأتيه ويأتي أولادَه ويأتي من بعده إلى آخر أيام هذه الدنيا".

 ياسر عبد الرحيم

لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا

التعليقات

شاركنا بتعليق