آخر تحديث: الثلاثاء 23 إبريل 2024
عكام


أخبار صحـفيـة

   
دراسة تأصيلية تجديدية عن الإسلام والإنسان/ جريدة الجماهير

دراسة تأصيلية تجديدية عن الإسلام والإنسان/ جريدة الجماهير

تاريخ الإضافة: 2009/06/18 | عدد المشاهدات: 2580

نشرت جريدة "الجماهير" الصادرة في حلب بتاريخ الخميس 18/6/2009 وفي صفحة (مجتمع) دراسة عن كتاب "الإسلام والإنسان" للدكتور الشيخ محمود عكام، ويما يلي نص الدراسة:

دراسة تأصيلية تجديدية عن الإسلام والإنسان

صدر لسماحة الدكتور محمود عكام مفتي حلب، مستشار وزير الأوقاف، كتاب بعنوان (الإسلام والإنسان) تضمن دراسة تأصيلية وتجديدية لمفهوم الإنسان في المنظومة الفكرية الإسلامية توظيفاً تسهم مع مثيلات لها في إعادة الاعتبار إلى الإنسان في عالمنا المعاصر.

فكيف يصف القرآن والسنة هذا الإنسان، وما الذي يريده الإسلام من الإنسان على مستوى الغاية وعلى مستوى الهدف، وما الطريقة إلى تحقيق هذا المطلوب ؟

أسئلة يجيب عنها هذا الكتاب بتفصيل وتأصيل وتوثيق وتحقيق، مردداً ومؤكداً: لا غنى للإسلام عن الإنسان، لأنه محله ولا غنى للإنسان عن الإسلام لأنه سبيله، والمعادلة في النهاية: إنسان وإسلام يعني عطاء نافعاً وسيادة راحمة.

وجاء في مقدمة الكتاب تعريفات لا بد منها:

أولاً - تعريفات للمتعاطفين (الإسلام والإنسان):

1- تعريف الإسلام: وأعني به التعريف العام الشامل، وقد اخترت أن يكون على الشكل التالي:

الإسلام: دين سماوي يمثله القرآن المنزل على محمد وأحاديث هذا النبي العظيم، وهما معاً يشكلان نصه الأصلي، هذا النص غطَّى كل الإنسان فكان كاملاً، وكل الناس فكان تاماً، فما في الإنسان جانب إلا وله رصيد في هذا النص من خلال فهوم كامنة فيه واستنباطات محتملة الانبثاق عنه يطالها أربابها وينالها طلابها, فالله تعالى يقول بتحدٍّ وحث على التأكد: (ما فرَّطنا في الكتاب من شيء),

2- تعريف الإنسان:

هناك تعريفات متعددة للإنسان نذكر منها بعضها ثم نذكر اختيارنا ورأينا.

فقد عرفه بعضهم منطلقاً من المنطوق اللغوي لكلمة إنسان مصدر أنس على وزن عرفان وأنسه في ظهوره على عكس الجن الذي يقابله في ذلك، لأنه مختف عن العيان، ولهذا ذكر بالتقابل معه في آي القرآن: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)، و: (خلق الإنسان من صلصال كالفخار. وخلق الجانَّ من مارج من نار).

وقال آخرون في تعريفه منطلقين من موقعه في الوجود: "الإنسان هو محور الوجود المشهود ومنطلق التكليف المعهود".

وما اخترته ينطلق منه أي من الإنسان نفسه من سبره واستقراء رسمه على مدار الزمن الكافي لوضع حده فهو:

الإنسان: كائن حي موجود بالاضطرار متميز عن بقية الكائنات الحية بآلية المعرفة وقدرة الاختيار، أهل بهذا للتكليف فكان الأول في النوع خلقاً ومكانة من حيث التصنيف.

ثانياً - علاقة الإسلام بالإنسان:

لعلنا حين نذكر تعريف ( الدين) الذي هو جنس قريب في حدِّ الإسلام ورسمه تستبين لنا العلاقة جلية وسنزيدها وضوحاً بالمثال والدليل من القرآن.‏

فـ "الدين" وفاء إرادي رمزي لدَينٍ ثبت في ذمة المخلوق الإنسان تجاه الخالق نتيجة الخلق والإيجاد وإسباغ ما تميز به على بقية المخلوقات من صفات.

(ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السموات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة).

هذا الوفاء إنما هو من خلال الإسلام والطاعة وعبر الانصياع لأوامر الله والاجتناب لنواهيه، ولهذا قال تعالى: (إن الدين عند الله الإسلام).

أي إن الطريقة لوفاء الدَّين الذي ترتب عليك أيها الإنسان من قبل خالقك هي الإسلام.

والإسلام على هذا: طريقة الإنسان المَرضية - من قبل الله - شكلاً ومضموناً، لبقاء الارتباط مع الخالق ودوام الانتساب المراد له.

أي إن الإسلام هو طريقة الإنسان التي ارتضاها الله له من أجل أن يوفي دينه حياله, وهذا يؤكد أن لا إنسان من غير إسلام في أحد وجوديه الأساسيين وهو الوجود الارتباطي الذي يعطي للوجود المادي بعده الصحيح ويبين أن الإسلام هو المقوم الأساسي للإنسان فإذا ما تركه كان كالأنعام بل ربما أضل.

(إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلاً).

وكما عوَّدنا سماحة الدكتور عكام تميز كتابه كغيره من الكتب بالاحاطة الشاملة للموضوع من مختلف جوانبه، والفكر الوقّاد، والفهم العميق، واختزال العديد من الآراء، واستنباط الحلول، مستنداً إلى القرآن الكريم والأحاديث النبوية بأسلوب سلس عذب بسيط يشد القارئ من البداية إلى النهاية.

لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا

التعليقات

شاركنا بتعليق