توفي يوم الثلاثاء 7/6/2011 في مدينة حلب الفقيه الشافعي الكبير الشيخ محمد درويش الخطيب عن عمر يناهز 110 سنوات بعدما أمضى عمره في العلم والذكر والاستقامة، وقد كتب الدكتور الشيخ محمود عكام تعليقاً، فيما يلي نصه:
توفي يوم الثلاثاء 7/6/2011 في مدينة حلب الفقيه الشافعي الكبير الشيخ محمد درويش الخطيب عن عمر يناهز 110 سنوات بعدما أمضى عمره في العلم والذكر والاستقامة، وقد كتب الدكتور الشيخ محمود عكام تعليقاً، فيما يلي نصه:
الشيخ درويش الخطيب (في ذمة الله)
عرفته منذ ما ينوف على أربعين عاماً، في جامع سيدنا زكريا بحلب في القسم الشرقي من القبلية الرائعة، هناك في كل خميس من كل أسبوع يجلس على كرسي الدرس ويلقي ما كان يرغب أن يلقيه في مجال الفقه الشافعي والوعظ والسيرة... وكان الحضور وفيراً... ثم بعد ذلك كنت ألتقيه على عبور بين الفينة والأخرى إن في الشارع أو في أحد المساجد، وتتالت الأيام والسنون... ودعيت إلى عرس شاب مجاز بالشريعة حضر وداوم في دبلوم التربية وكنت أستاذه، ولعله السبب الذي حمله على دعوتي إلى عرسه في "الجينة" القرية الوادعة التابعة "للأتارب"، وفي العرس (1988) - على ما أظن - التقيت الشيخ الجليل درويش الخطيب وعلمتُ حينها أنه من هذه القرية "الجينة"، وهكذا إلى أن شاءت الأقدار، فكان يوم من تسعينيات القرن السابق، ورن جرس هاتف "المبرة" التي أشغل آنذاك وظيفة المدير فيها، ورفعتُ السمّاعة فكان المتكلم الشيخ درويش الخطيب... كيف حالك يا دكتور محمود.. أنا أحبك.. وأنا أسمع لبعض خطبك المسجلة و... فأجبته محباً ومحيياً ومقّدراً ومبجلاً، ودعاني إلى زيارته فزرته، وكانت الزيارة رائعة، حدَّثني عن حياته العلمية والعملية، وعن تقواه وتربيته أولاده السّليمة الحانية الرحيمة، ثم حدَّثني عن اشتغاله بعلوم الفقه والفرائض والإعجاز العلمي و... وفي نهاية اللقاء أخذ مني عهداً أن أزوره باستمرار فوعدته ووفيت العهد بقدرٍ لم أرضَ عنه، فليسامحني ربي ثم عبده درويش الخطيب، وها أنذا وقد جاء نعيه أقول:
الشيخ محمد درويش الخطيب شيخٌ جليلٌ، عاش طويلاً وخلّف جميلاً حسناً طيباً، هو في العلم راسخ، وفي الخُلُق صاحب قدم ثابتة، حدّث عن فقهه ولا حرج، وعن ذوقه ولا اعتراض، وعن لطفه وأنسه وعن صوفيته فإنك إذ تتحدث عن كل ذلك تذكر أنموذجاً رائعاً، وفرداً أقرب إلى أن يكون واحداً من السلف الصالح.
رحمك الله وجزاك الله عنا خير ما يجزي عالماً عن طلابه وتلامذته، وطوبى لك وحسن مآب.
د . محمود عكام
20/6/2011
التعليقات