آخر تحديث: الثلاثاء 23 إبريل 2024
عكام


أخبار صحـفيـة

   
تعليقات على الأحداث في سورية/ قناة sat 7

تعليقات على الأحداث في سورية/ قناة sat 7

تاريخ الإضافة: 2011/08/01 | عدد المشاهدات: 2581

استضافت "قناة sat 7" يوم الاثنين 1/8/2011 الدكتور الشيخ محمود عكام على الهاتف، وطلبت منه تعليقاً على الأحداث التي تجري في سورية، وفيما يلي نص الحوار:

قناة sat 7: مساء الخير دكتور محمود.

الدكتور عكام: مساء النور وشكراً لكم.

قناة sat 7: كيف يمكن وصف الوضع من أول أيام شهر رمضان في سورية وفي حلب بشكل خاص لأنكم في حلب ؟

الدكتور عكام: أعتقد أن الوضع في حلب كما دائماً وضعٌ طيب كما قال القرآن الكريم: (بلدة طيبة وربٌ غفور) وإخوة متسامحون، ونساءٌ يشتغلن، وعلاقات طيبة، ودعاء إلى الله في أن تنحسر هذه السّحابة الدّاكنة التي تحمل شراً عن سماء سورية، ولعلنا أحياناً إذ نسمع أخباراً عن حلب ونحن نعيش فيها نقول بينا وبين أنفسنا كأنهم يتحدثون عن غير المدينة التي نسكن، يمكن عن حلب التي في أمريكا الجنوبية أو في قارة أخرى.

قناة sat 7: هل وجدتم أن من واجباتكم القيام بإجراءات معينة أو بتوجيهات، لأن البعض يقول بأن فئة كبيرة من الشعب يُغرَّر بها، وخصوصاً ما نراه اليوم ويؤدي إلى سقوط ضحايا، هل تقومون بدور توجيهي للشعب في هذه المرحلة ؟

الدكتور عكام: الدور التوجيهي كان ولا يزال وسيبقى، نحن دائماً نوجه الناس إلى أن تكون العلاقة في ما بينهم علاقة كلمة، هذا يقدّم كلمته، وذاك يقدّم كلمته، نحن نرفض أيَّ علاقة بين إنسان وإنسان، ولا سيما بين مواطن ومواطن، تقوم على غير الكلمة، نحن نؤمن بالكلمة سبيلاً وحيداً من أجل أن يلتقي هذا الإنسان مع الإنسان الآخر المختلف عنه، وهذا ما نوجِّه به، نقول للناس أنتم تريدون مطالب محقة، عليكم أن ترسلوا هذه المطالب عبر الكلمة، ونقول للدولة أيضاً: عليكم أن تستقبلوا هذه المطالب المحقة، وأن تكون استجابتكم لهذه المطالب المحقة عبر الكلمة، وهذا ما يُسمى بلغة العصر حواراً، وحتى في لغة القرآن والأديان، لأن الحوار كلامٌ من هذا الطرف يحمل في طياته مطالب محقة، ولا يُخفي هذا الطرف خلف حواره غدراً، أي على الشعب أن تحمل كلماته مطالب محقة دون أن يخفي وراء حواره غدراً، وعلى الحكومة أن تحمل في حوارها استجابة لهذه المطالب المحقة من غير أن تخفي وراءها قمعاً ولا مكراً، لا نريد قمعاً من الدولة ولا نريد غدراً من الشعب.

قناة sat 7: بالنسبة لبداية الأحداث كان هناك نوع من الفتوى تحرّم التظاهرات ولكن لم يتم الالتزام بها من الشعب.

الدكتور عكام: بالنسبة لي أنا لا أحرّم التظاهر، التظاهر قضية طبيعية وإنسانية لكننا أحياناً نقول عن شيء ما بأنه حرام لا لذاته وإنما لما يكتنفه، فإذا ما اكتنف أيَّ أمر شرٌ ما يربو عليه فقد يُحرَّم لهذا اللازم الذي غيَّر الخير. إذاً لا يمكن أن أقول ثمَّة مظاهرة مشروعة ومظاهرة حرام، لكن أقول لهؤلاء جميعاً عليكم أن تضبطوا هذا الذي يصدر عنكم من سلوك إنساني بالمعايير الأخلاقية الإنسانية العقلية، وعلى الدولة أن تضبط أيضاً سلوكها بالمعايير الدولية القانونية الأخلاقية، المهم أن يكون هناك معايير تضبط سلوكنا سواء أكنَّا دولة أم شعباً، أو كنا متحاورين أو كنا متظاهرين.

قناة sat 7: من المعروف تاريخياً أنه في شهر رمضان حتى إذا كانت هناك حروب تتوقف بالمفهوم الإسلامي، هل من رسالة إلى السُّلطات، البعض يعتقد أن الدولة تقوم باقتحامات ويؤدي ذلك إلى سقوط ضحايا، البعض يقول إنها تستهدف فقط الجماعات الإرهابية، هل من نداء في شهر رمضان الذي يعتبر شهر سلام وتوقف فيه الحروب حتى بين الأعداء.

الدكتور عكام: أنا منذ قليل كنت أكلم إذاعة صوت الشباب في دمشق، وكنت أناشد أبناء وطني، وقلت لهم: يا أبناء الوطن هيا إلى المصافحة والمصارحة والمسامحة، واتركوا المسافحة والمسالحة ولا سيما في هذا الشهر وفي كل شهر.

لقد ألبسنا الله ثوب الإنسانية، وثوب الإنسانية يعني أن يلتقي الإنسان مع الإنسان على أساس الكلمة، واللقاء على أساس الكلمة أجمل لقاء، وتفرح الملائكة بهذا اللقاء، ويفرح صاحب العقل بهذا اللقاء، فأنا أناشد الدولة وأناشد الناس الذين يقتتلون ويقتلون أناشدهم جميعاً أقول: يا هؤلاء اتركوا السلاح، ولا للحرب، الحرب أمرٌ مكروه ونرفضه، أما الحوار، أما اللقاء، أما الكلمة، أما المصافحة، أما المسامحة، أما المصارحة، فتلك قضية مطلوبة باستمرار في حال الرضا وفي حال عدم الرضا، عليكم يا أبناء وطني أن تلجؤوا إلى إنسانيتكم، إلى رحاب إنسانيتكم، ولا سيما في هذا الشهر الفضيل الذي نزل فيه القرآن على نبي الإسلام وقال الله فيه لمحمد: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) وأناشد الشعب في كل الوطن العربي وأقول: الرحمة عطاءٌ نافعٌ برفق، إن أردتم أن تكونوا إنسانيين فهيا إلى الرحمة، والإنسان يمر بثلاث مراحل: بشرية، فإنسانية، فرحموية، البشرية هي المادة الخام للإنسانية، ثم بعد ذلك تأتي الإنسانية، والإنسانية تتمتع بالعدل والحوار، ثم الرحموية التي تعني عطاءاً نافعاً برفق، اذهبوا فأنتم الطلقاء، ونحن علينا أن نضحي بكل ما نملك من أجل أن يصل هؤلاء الذين هم أمامنا إلى السلام والأمان، لأننا في النهاية إذا أدرنا أن نضع المعادلة الصحيحة: إنسان يساوي أماناً وسلاماً وعدلاً وعدالة.

قناةsat 7 : الدكتور محمود عكام مفتي حلب شكراً جزيلاً لك.

 

التعليقات

شاركنا بتعليق